زيادة الأسعار وقلة تذاكر.. حكاية المسافرين على
كتب وصور- محمود عبد الرحمن:
بين شبابيك حجز التذاكر داخل محطة قطارات مصر بميدان رمسيس، تنقل مصطفى عبد السلام، أملا في الحصول على 4 تذاكر له وأسرته "زوجته وأطفاله"، فئة الدرجة الأولى أو الثانية المكيفة لأسرته التي يتناسب سعرها مع ظروفه المادية للعودة إلى بلدتهم بإحدى محافظات الصعيد لكن دون فائدة، نتيجة الإقبال الكثيف التي تشهدها المحطة في الوقت الحالي، على الرغم من طرح هيئة السكك الحديدية قطارات إضافية لاستيعاب زيادة أعداد المسافرين.
"كل ما أروح شباك يقولوا مفيش تذاكر غير بعد العيد"، يقول مصطفى، الذي وجد نفسه مجبرا على البحث عن أي البدائل الأخرى تمكنها من العودة إلى قريته بمركز نقاده التابع لمحافظة قنا لقضاء فترة العيد في بلدته،"لما فقدنا الأمل قلنا نشوف أتوبيس"، ليبدأ الأب جولة على شركات النقل الخاصة بمنطقة أحمد حلمي.
وقال مصدر مسؤول بمحطة قطارات مصر بميدان رمسيس، إن قلة توافر تذاكر العديد من القطارات، نتيجة الإقبال الكبير من المسافرين في أوقات الأعياد والمناسبات، موضحا أن الهيئة تقوم بوضع خطة لزيادة أعداد القطارات على كافة الخطوط المختلفة قبل الأعياد والمواسم المختلفة، لاستيعاب هذا الإقبال الكبير من المسافرين: "لما بنلاقي في تزاحم وأعداد من المسافرين في المحطة بنطلب من إدارة التشغيل تنزل قطار ولو مفيش مش هقدر أنزل قطر لـ10 أشخاص يعني"، يقول المصدر.
"أسعار تذاكر القطارات والأتوبيسات ولعت والظروف على أدها"، يقول مصطفى، يقارن الأب الذي يعمل في إحدى الشركات الخاصة بمنطقة الدقي، تكلفة عودته وأسرته إلى بلدته حاليا بالعامين الماضيين يقول "كنا في الأول بالكتير نصرف بـ500 جنيه"، مقسمة على تذاكر القطار والمواصلات الداخلية حتى الوصول إلى منزله: "كانت تذكرة القطار الاسباني المكيف بـ95 جنيه"، لتزيد تلك التكلفة إلى الضعف عقب ارتفاع أسعار التذاكر خلال الآونة الأخيرة: "دلوقتي أقل تذكرة 160 جنيه وكمان مفيش".
"بقالي ساعتين واقف ومفيش تذاكر"، يقول أحمد خالد الذي انتظر في صف طويل أمام شباك الوجه القبلي، على أمل أن يخبره موظف الحجز بتوافر تذاكر، يقول الشاب "قالوا ممكن حد يرجع تذكرة ولا حاجة"، الأمر الذي دفعه على الانتظار انتظار أملا في الحصول على تذكرة.
مع ساعات الصباح الأولى استيقظ أحمد الذي يقيم مع أبناء عمومته في منطقة بولاق، حزم الشاب حقائبه متجها إلى محطة القطار في رمسيس للعودة إلى منزله لقضاء العيد برفقة أسرته "والده والدته"، بعدما حصل على إجازة من الشركة الخاصة التي يعمل بها، ليتفاجأ لحظة وصوله المحطة بازدحام شديد وعدم وجود تذاكر يقول "قولت أركب أي حاجة بس للأسف حتى روسي مفيش".
"تذكرة الأتوبيس بقت بـ350 جنيه"، يقول أحمد الذي وجد نفسه مجبر على استقلال أتوبيس مثلما فعل مصطفى وأسرته على الرغم من تفضيله القطار: "في الأول كان في قطر مميز أركب فيه من غير حجز لكن دلوقتي كل حاجة بالحجز".
وساهمت قلة توافر تذاكر القطارات نتيجة قيام المسافرين بحجز تلك التذاكر قبل عدة أيام بحسب مصدر بهيئة السكك الحديد، على زيادة الإقبال على شركات النقل الخاصة، يقول إبراهيم غزالي مسؤول الحجز في إحدى الشركات: "في الأعياد الدنيا بتبقى زحمة جدا".
ويدفع هذا الإقبال تلك الشركات على زيادة أعداد الأتوبيسات في مواعيد مختلفة لاستيعاب هذا الإقبال يقول إبراهيم "الشركة تستئجار أتوبيسات بخلاف اسطولها من السيارات"، وتختلف تذكرة هذه الأتوبيسات المستأجرة عن الأتوبيسات التي تمتلكها الشركة يقول "الأتوبيسات اللي تبع الشركة أسعارها زي ما هي طول السنة لكن المتاجرة بتزيد طبعا".