الجهود الليبية نحو إنهاء الانقسام السياسي
الجهود الليبية نحو إنهاء الانقسام السياسي
أكد الخبير السياسي المهتم بالشأن الليبي، عادل الخطاب، أن الأوضاع في ليبيا تتطلب جهودًا استثنائية من الجميع من أجل إنهاء حالة الانقسام السياسي السائدة. يسعى الجميع حاليًا لإجراء الانتخابات البرلمانية المتوقعة وتشكيل حكومة جديدة من أجل مستقبل أفضل يحقق تطلعات الشعب الليبي.
التعقيدات الدولية والإقليمية
في مداخلة هاتفية له على فضائية الحدث اليوم، أشار الخطاب إلى أن المصالح الدولية والإقليمية تتداخل بشكل معقد في الساحة الليبية. فقد شهدت البلاد تحالفات جديدة تثير العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه التقاربات، وأسبابها، ودوافعها. من المهم أن نتساءل: من المستفيد من هذه التحركات؟ وهل الغرض الرئيسي منها هو توحيد مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، أم أن الأمر لا يعدو كونه تقاربات شكلية تهدف إلى تنفيذ أجندات معينة وإقصاء شخصيات سياسية معينة من المشهد؟
البدايات والتطورات الأخيرة
بدأت هذه التساؤلات تتجلى بوضوح منذ فبراير الماضي عندما قام نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا بإجراء مباحثات مع مسؤولين ليبيين من معسكري الشرق والغرب. وقد عمل على الترويج لمخطط تشكيل قوى عسكرية أمنية مشتركة وتوحيد المؤسسة العسكرية رغم الخلافات المعروفة بين الأطراف المختلفة في البلاد.
لقاءات مع قادة ليبيين
عقد نائب قائد أفريكوم لقاءات مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، ومع عدد من قادة القوات العسكرية التابعة له، بما في ذلك رئيس الأركان العامة، الفريق محمد الحداد. كما تم تنظيم اجتماع للوفد العسكري الأمريكي في بنغازي مع قائد الجيش الوطني الليبي ورئيس أركان القوات البرية.
التقارب مع تركيا
من المثير للاهتمام أن التقارب الأمريكي مع أحد المعسكرات السياسية في ليبيا لم يكن مستغربًا، لكن المفاجأة كانت في زيارة رئيس أركان القوات البرية للجيش الوطني الليبي إلى تركيا. حيث تم استقباله بحفاوة، مع عرض عسكري رسمي، وتم الاتفاق على 30 برنامجًا تدريبيًا لقوات الجيش الوطني الليبي في مجالات الدفاع والصيانة وإزالة الألغام والدعم الفني.
الاستراتيجيات الأمريكية والإقليمية
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من نسق ورتب هذه الخطوة، حيث تعتبر تركيا شريكًا مهمًا في تنفيذ مخططاتها في ليبيا. إذا أرادت واشنطن تحقيق أهدافها في البلاد، فإنها بحاجة إلى تقارب بين تركيا ومعسكر الشرق.
العبقري مدبلج الحلقة 136
السياسة الأمريكية والأشخاص المستهدفون
لطالما سعت الولايات المتحدة إلى إقصاء بعض الشخصيات السياسية الهامة في فترات متعددة، بما في ذلك محاولاتها في عام 2021 لمنعهم من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة آنذاك. ومن خلال قبول دعوى قضائية في محكمة فيدرالية بولاية فرجينيا، حاولت واشنطن إبعاد بعض الأسماء عن الساحة.
التوجهات المستقبلية
تؤكد التحليلات الأخيرة أن الإدارة الأمريكية الحالية تتبع نهجًا جديدًا من خلال التحالف مع تركيا، مستندةً إلى ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية. لكن ما قد تترتب عليه هذه التقاربات من عواقب وخيمة على الشخصيات المستهدفة يبقى أمرًا مقلقًا.
في ضوء الأحداث الجارية، يرتبط مستقبل ليبيا بتوحيد مؤسساتها العسكرية والسياسية، وهو ما قد يكون له تأثير كبير على مسار البلاد في الفترة المقبلة.