ماريا أوجاي.. من امرأة فلبينية عادية إلى الشهرة
وكالات:
مازالت ماريا أوجاي التي تبلغ من العمر 106 أعوام، تمارس فن الباتوك القديم، وهو الوشم الفلبيني المتوارث، ويتمثل في أسلوب رسم الوشم من خلال الوخز اليدوي، باستخدام شوكة من شجرة ليمون وسناج الفحم.
وتعلمت أوجاي هذا الفن في مطلع شبابها. وعلى مر عقود حفرت بمهارة تصميمات قبلية على جلود الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك الأجانب الذين يحرصون بولع على القدوم إلى قريتها، الأمر الذي أدى إلى الترويج لهذه الثقافة المحلية التي تنفذها ببراعة.
يقع بيت أوجاي الذي يتوافد عليه الكثيرون في قرية بوسكالان النائية التي تحيط بها الغيوم، فوق تل في سلسلة جبال كوديليرا، ويمكن الوصول إليها برحلة تقطعها السيارة في 12 ساعة من العاصمة الفلبينية مانيلا، على طول طرق متعرجة معرضة للانهيارات الأرضية.
وبعد مرور أكثر من عقد على سلسلة الأفلام الوثائقية التي أذاعتها قناة ديسكفري، عن أوجاي ورفعتها إلى مكانة المشاهير عام 2009، لفتت هذه المرأة المسنة أنظار العالم مرة أخرى، عندما أصبحت أكبر عارضة سنا، تزين غلاف النسخة الفلبينية، من مجلة فوج الدولية في نيسان/أبريل الماضي.
وتقول أوجاي بلهجة محلية “الوشم مهم، فعندما يموت المرء، تذهب كل زينته، القلائد والأقراط، ولكن الوشم هو الذي يبقى”.
ولعدة أعوام كان يعتقد أن أوجاي هي آخر مصممة للوشم التراثي في مقاطعة كالينجا، حيث أنها لم تتزوج وليس لديها أطفال تدربهم على فنون هذه الحرفة، والتي يتم توارثها أبا عن جد، ولكنها بدأت اعتبارا من عام 2007، تدريب ابنتي ابني أخيها جريس باليكاس وإليانج ويجان، حتى لا يندثر هذا التراث القديم.
واستفادت قرية بوسكلان بأكملها من شهرة أوجاي، حيث فتحت سياحة الوشم مصادر جديدة ومربحة للدخل، لأبناء القرية إلى جانب الزراعة. وأصبح سكان القرية يعملون مرشدين للجولات السياحية، كما فتحوا منازلهم كأماكن للإقامة.
وتغيرت أحوال سكان القرية إلى الأفضل، نتيجة الشهرة التي جاءت مع الوشم، فحصولهم على دخول إضافية، ساعدهم في الاستمتاع بوسائل الراحة الحديثة، فانتشرت في بعض أماكن القرية نقاط للدخول على شبكة الإنترنت اللاسلكية، حيث لا توجد محطات لتقوية إرسال الهواتف المحمولة. وبدأوا في تحديث مواد بناء بيوتهم، فاستخدموا صفائح الحديد المجلفن، بدلا من الحشائش المجففة والأخشاب.