الموريتانيون يقترعون لاختيار رئيس جديد ماذا
بي بي سي
يتجه الموريتانيون للتصويت في الـ 29 من يونيو لانتخاب رئيس للبلاد، إذ اقتراب المرشحون من اختتام حملاتهم الانتخابية، مع اقتراب موعد بدء الصمت الانتخابي في منتصف ليل 27 يونيو.
وأفاد موقع إخباري محلّي بأن الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، سيقيم حفل اختتام حملته الانتخابية في مطار في العاصمة نواكشوط.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز الرئيس الحالي بولاية جديدة تمتدّ خمس سنوات.
وفاز الغزواني في الانتخابات الماضية بنسبة 52 في المئة من الأصوات، ليحلّ محلّ حليفه الوثيق سابقًا، محمد ولد عبد العزيز في أول عملية تسليم للسلطة بين رئيسين منتخبين.
وذكرت صحيفة الأخبار الموريتانية، أنّ المرشحَين حمادي ولد سيد مختار وبيرام ولد الداه عبيد، سيختتمان حملتهما الانتخابية اليوم، الأول في نواكشوط والثاني في مدينة نواذيبو.
واستمرت الحملة الانتخابية الرئاسية بين المنافسين على مدى أسبوعين، وشهدت محطات جال خلالها المرشحون السبعة في أنحاء البلاد.
وأفادت وسيلة إعلام محلية في بداية الأسبوع عن وقوع إشكال بين مناصري الرئيس الحالي ومناصري المرشح عبيد في نواذيبو، خلال حفل انتخابي أقامه حزب الإنصاف الحاكم.
ووفق ما نقل موقع "صحارى"، اقتحم مناصرو عبيد المسرح ونادوا باسم مرشحّهم الذي حلّ ثانياً في السباق الرئاسي عام 2019.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الاشتباك بين مناصري المرشحين.
وداهمت قوى الأمن في اليوم التالي، مقرّ ممثّل منظمة "إيرا" التي أنشأها المرشح الرئاسي بيرام ولد الداه عبيد لمناهضة العبودية.
ونفى مكتب عبيد الإعلامي أي تورّط في الحادثة ووصفها بأنها "مسرحية هزلية" يديرها الرئيس الحالي لتشويه صورته.
وشجب وزير الداخلية محمد أحمد ولد محمد الأمين أعمال الشغب، مشدداً على "سياسة عدم التسامح إطلاقاً" تجاه الأفعال التي تقوّض الأمن خلال الحملة الانتخابية.
وسيتوجه الناخبون إلى دورة انتخابية ثانية تقرّر موعدها في 14 يوليو/تموز في حال لم تسفر الدورة الأولى عن فوز أحد المرشحين بشكل حاسم.
وعرفت موريتانيا التي تقع بين شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، سلسلة انقلابات عسكرين ما بين 1978 و2008.
من هم المرشحون؟
محمد ولد الغزواني
المرشّح الأوفر حظًا للسباق الرئاسي هو الرئيس الحالي، الذي يقود البلاد ذات المساحة الشاسعة، مع عدد سكان يبلغ 4.5 مليون نسمة، منذ عام 2019. وشهد عهده استقراراً في ظلّ تصاعد تمرد الحركات الجهادية.
وخلال ولايته الرئاسية، فاز حزبه "الإنصاف" بأغلبية في البرلمان، وسيطر على 107 مقاعد من بين 176.
وتعهّد الرئيس الحالي بدعم برامج الرعاية الاجتماعية للفقراء، ومحاربة الفساد وتحديث الحكومة والاهتمام بتوظيف الشباب.
وأكّد خلال حملته الانتخابية على أنّه حافظ على الأمن والاستقرار خلال عهده.
حمادي ولد سيد المختار
مرشّح حزب "التواصل" الإسلامي المعارض، وهو امتداد لتنظيم "الإخوان المسلمين".
هذه المرّة الأولى منذ 15 عاماً التي يقدّم فيها الحزب الإسلامي مرشحاً عن صفوفه. وقال الحزب إنّ قراره جاء بعد محادثات مكثّفة بين أحزاب المعارضة في إطار توحيد الجهود ضدّ "مرشّح النظام".
وقال الحزب الذي يمثّل أكبر تكتل نيابي معارض بعد فوزه بأحد عشر مقعداً في انتخابات العام الماضي، "إن هناك حاجة لتغيير الوضع المؤسف الذي أغرق فيه النظام البلاد".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن برنامج المرشح مختار، تركيزه على تدابير لمكافحة الفساد وتعزيز الهوية الإسلامية ودعم التنمية الزراعية.
بيرام ولد الداه عبيد
أعلن الناشط المناهض للعبودية، خوضه السباق الرئاسي مرة جديدة بعد أن حلّ ثانياً في انتخابات عام 2019، ونال نسبة 18.5 في المئة من الأصوات.
وطعن عبيد بنتائج الانتخابات الرئاسية الماضية زاعماً أنها فقدت الشرعية نتيجة مخالفات.
وقدّم عبيد نفسه مرشحاً للتغيير وبطلاً من أجل المظلومين وفق صحيفة الأخبار المحلية.
ويتحدر الناشط بيرام ولد الداه عبيد من عائلة عانت من العبودية، وطالما كان مناهضاً صريحاً للعبودية المستمرة في البلاد.
وكانت موريتانيا آخر الدول التي أسقطت العبودية رسمياً عام 1981، لكنها استمرت في الواقع، مع وجود آلاف العمال من أصحاب البشرة السوداء الذين يعملون دون أجر.
وأفاد موقع "صحارى" الإعلامي بأنّ الرئيس الحالي تعهّد بشكل حاسم في حملته الانتخابية، بالقضاء على العبودية والعنصرية في البلاد.
وأعلن مرشحون آخرون خوضهم السباق الرئاسي.
وترشّح العيد ولد محمدين مبارك، عضو البرلمان عن الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية المعارضة، والتي تشغل سبعة مقاعد في مجلس النواب.
كما أعلن محمد لامين ولد الوافي، وهو محاسب، ترشحه، مرة أخرى بعد أن حصد 0.4 في المئة من الأصوات في الانتخابات الماضية.
ويخوض السباق الرئاسي أيضاً كلّ من زعيم حزب "التحالف من أجل العدالة والديمقراطية" المعارض مامادو بوكار با، والطبيب في جراحة الأعصاب أوتوما سوماري.