-

حلوى المولد: تقاليد وأفكار خاطئة

(اخر تعديل 2024-09-18 09:16:14 )
بواسطة

مقدمة

في أحد الأيام، وصل إلى دار الإفتاء المصرية سؤال مثير للجدل: "ما هي أنواع الحلوى التي كانت تُباع حول ساحة المولد؟ وهل كانت تماثيل وأصنام وعرائس أم مجرد حلوى عادية؟" هذا السؤال يعكس بعض المفاهيم الخاطئة التي تتعلق بذكرى المولد النبوي الشريف وكيفية الاحتفال بها.

إجابة دار الإفتاء

أوضحت لجنة الفتوى بدار الإفتاء في ردها أن طرح هذا السؤال بهذا الشكل قد يؤدي إلى إرباك الناس، حيث يوحي بأن شراء حلوى المولد والتهادي بها أمر محرم شرعًا، أو أنه لم يكن موجودًا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولكن، دعونا نتساءل: هل هناك أصل في الدين يتعلق بشراء حلوى المولد النبوي الشريف؟

إحياء ذكرى المولد النبوي

أشارت لجنة الفتوى إلى أنه يجوز شرعًا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بكل مظاهر الفرح والسرور. ويشمل ذلك ما اعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادي بها في هذه المناسبة العطرة، وذلك تعبيرًا عن حبهم لما كان يحبه النبي من الطعام. فقد رُوي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلواء، ويحب العسل" (رواه البخاري).

تبادل الهدايا والحلوى

كما يجوز تبادل الهدايا والحلوى في هذه المناسبة، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا» (رواه مالك في الموطأ). ولا يوجد دليل يمنع القيام بهذا العمل، سواء في هذه المناسبة أو غيرها.

تصحيح المفاهيم الخاطئة

أما بالنسبة لما ذكره السائل عن كون الحلوى أصنامًا، فهذا ليس صحيحًا. فالأصنام هي أجسام مصنوعة من مواد محددة مثل الحجر أو المعدن، وقد كان يقصد بها بعض الناس العبادة. بينما حلوى المولد التي تشبه العرائس أو الخيول هي فقط أشكال تقليدية، تمثل جزءًا من ثقافات عربية عديدة. ولا يُقصد من تناولها أي نوع من العبادة، بل هي مجرد بهجة تُضاف إلى المناسبة، حيث يُمكن إذابتها أو تناولها كغيرها من الحلويات.

خاتمة

في النهاية، ننصح الجميع بمراجعة أفكارهم حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. فالتقاليد الجميلة مثل شراء الحلوى وتبادلها ليست محرمات، بل هي تعبير عن الفرح والمحبة. لذا، دعونا نستمر في إحياء هذه الذكرى العطرة بكل ما يليق بها من بهجة وسرور.
العميل الحلقة 24