-

وزير الأوقاف: في عصر المعلومات من يملك المعلومة

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- محمود مصطفى أبوطالب:

تصوير- هاني رجب:

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه في عصر المعلومات من يملك المعلومة يملك القوة، والسيطرة على الفضاء الإلكتروني فكريا لا تقل عن السيطرة عليه علميا أو عسكريا.

وأشار جمعة، في كلمته خلال المؤتمر الدولي الـ34 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بعنوان الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى أن الأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها في ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق، فيمكن أن تستخدم للنفع وهي ذاتها تستخدم للضرر.

وأضاف أن الحال نفسه في وسائل الاتصال الإلكتروني والذكاء الاصطناعي وسائر التقنيات الحديثة التي يمكن أن نستخدمها في كل ما يخدم العلم والدعوة والبشرية كما يمكن استخدامها للهدم على نحو ما يفعل أهل الشر.

ووجه وزير الأوقاف، الشكر للرئيس لرعاية هذا المؤتمر واهتمامه بعمارة بيوت الله مبنى ومعنى، حيث بلغ عدد المساجد التي تم افتتاحها أكثر من 10 آلاف و500 مسجد في التسع سنوات الأخيرة وتوجيهه المستمر بتحسين أحوال الأئمة ماديا ومعنويا.

وتابع أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أعظم المثل في استخدام مهارات التواصل الدعوي بمختلف أنواعها للنفاذ إلى عقل المتلقي وقلبه وإثارة اهتمامه وانتباهه، ومن هذه المهارات استخدام لغة الجسد الرصينة المتزنة، كتغيير وضع الجسد لإثارة الانتباه والإشارة إلى القلب أو اللسان، واستخدام لغة الأرقام والرسم التوضيحي والأمثلة التوضيحية.

وأشار إلى أنه صلى الله عليه وسلم نوع وسائل وأساليب الدعوة ما بين الحديث الشريف والخطبة والموعظة، والوصية والرسالة، بما يؤكد حرصه (صلى الله عليه وسلم على إبلاغ الرسالة بلاغا مبينا، وإقامة الحجة واضحة وبينة جلية لا لبس فيها بكل الوسائل والأساليب المتاحة في عصره (صلى الله عليه وسلم وهو ما يُحملنا أمانة الاقتداء به صلی الله علیه وسلم) باستنفاد وسعنا في استخدام وسائل التواصل وسائر التقنيات الحديثة المتاحة في عصرنا لإبلاغ رسالة ديننا بلاغا مبينًا.

وأوضح وزير الأوقاف أن هذا المؤتمر يتناول جوانب مهمة في الفضاء الإلكتروني والتطور التكنولوجي، وما يرتبط بهما أو يدور في فلكهما من وسائل ذات أثر بالغ في بناء الوعي بصفة عامة وقضايا الخطاب الديني بصفة خاصة؛ مما يتطلب الوقوف عندها بدقة لتعظيم الإفادة من إيجابياتها، وتفادي مخاطرها والتغلب على تحدياتها وبخاصة ما يتصل بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في خدمة المجال الدعوي، مؤكدا أنه إضافة إلى كل الوسائل القائمة من الدعوة المباشرة أو الافتراضية وليس بديلًا عن أي منهما.

وأكد وزير الأوقاف أن القيم الأخلاقية والإنسانية والشخصية السوية لا تنفصم سواء في الواقع الحياتي أو الافتراضي، فالصدق صدق حيث كان والكذب كذب حيث كان، مشيرا إلى أهمية التنشئة الإيمانية والأخلاقية الرشيدة لحماية أبنائنا وشبابنا من مخاطر الاستهداف لدينهم أو قيمهم أو ولائهم وانتمائهم الوطني.

كما أكد أهمية استخدام وسائل التواصل الإلكتروني والتقنيات استخداما رشيدا لملء الفراغ في هذا المجال وعدم تركه للمتطرفين أو العابثين على أنه واجب الوقت وأنه من فروض الكفايات، مشيرا إلى أهمية التزام الموضوعية في طرح الرؤى العلمية في إطار محاور المؤتمر وعدم الزج بأي قضايا سياسية أو أيدلوجية أو خلافية تحيد بنا عن الأهداف الموضوعية للمؤتمر، معربا عن أمله في أن يكون مؤتمرنا هذا سبيلا للاجتماع على كلمة سواء فيما يخدم ديننا وأوطاننا ومصالحنا المشتركة والإنسانية جمعاء، وتوظيف الفضاء الإلكتروني في دعم قضايا التسامح الديني، وترسيخ أسس العيش المشترك والسلام العالمي.​