لحظات الفزع.. كيف مر حريق مبنى مديرية أمن
كتب- عبدالله عويس:
كانت هايدي قرعلي في منزلها، تنتظر ساعات الصباح الأولى، حين ينطلق منبه الاستيقاظ، للذهاب إلى عملها بأحد مدارس محافظة الإسماعيلية، لكنها استيقظت على أصوات عربات إطفاء وإسعاف، وحسبت في البداية أن الأمر عادي، لكن تكرار الأصوات، وتعدد السيارات دفعها للخروج إلى الشرفة، لترى عشرات السيارات، ما بين حماية مدنية وإسعاف، ثم لاحفا أصوات طيران.
لم تدرك الشابة التي تعمل في التدريس سر هذه الأصوات، وذلك الصخب، حتى عرفت من خلال تصفح هاتفها، ما يحدث في مديرية أمن الإسماعيلة، التي التهمتها النيران مع ساعات الصباح الأولى، وسط محاولات وجهود مضنية لإخماد النيران، التي لم يعرف مصدرها بعد، فيما دفعت وزارة الصحة والسكان بـ50 عربة إسعاف إلى المديرية، لنقل المصابين، كما شاركت طائرتان عسكريتان في إخماد النيران.
«الصوت كان مرتفع، ومتكرر، فعرفت إن في حاجة، وقفت في البلكونة ورغم إني بعيدة شوية عن المديرية بس عرفت اللي بيحصل»، لم تمض دقائق حتى خرجت الشابة من منزلها، واتجهت إلى باص سيقلها إلى المدرسة التي تعمل فيها، ومرت بالقرب من المبنى المتفحم تماما، وهو الأمر الذي قالته النيابة العامة أيضا في بيان لها.
النائب العام أمر بفتح تحقيق عاجل وموسع بشأن الحريق، وانتقل فريق موسع من محققي نيابات استئناف الإسماعيلية، والإسماعيلية الكلية، إلى مقر مبنى مديرية الأمن لمعاينته، والتي أظهرت تفحما بكامل المبنى، وأن ألسنة اللهب تصاعدت من طوابقه العليا، فيما تباشر النيابة تحقيقاتها للوقوف على أسباب الحريق وملابساته.
كان المشهد مفزعا لهايدي، التي رأت مئات الشباب وهم يحاولون تقديم أي شكل من أشكال المساعدة، قرب مديرية الأمن المتفحمة، فيما كانت بعض الطرق مزدحمة على خلفية ما حدث «لما صحيت من النوم على الصوت، لقيت الناس واقفة في البلوكانت ومفزوعة، طبعا كلنا قعدنا ندعي إن الحريق يعدي على خير بدون خسائر بشرية».
وبحسب بيان لوزارة الصحة والسكان، فإنه أصيب 38 شخصا، باختناق وحروق، ونقل 26 منهم إلى المجمع الطبي في الإسماعيلية، وغادر 7 منهم المجمع بعد تلقي العلاج وتحسن حالتهم، فيما تلقى 12 مصابا الإسعافات الأولية في موقع الحادث ثم انصرفوا.
ما واجهته هايدي في تلك الليلة، عبر عنه كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، من سكان الإسماعيلية، القريبين من مبنى مديرية الأمن، إذا انتشرت تساؤلات عدة حول ما يحدث، وأصوات السيارات وعربات الإسعاف والمطافي، وسط قلق من كثيرين، حتى تبين لهم أن حريقا نشب في مبنى مديرية أمن الإسماعيلية.
اقرأ أيضا: