زلزال المغرب.. «تريند» عالمي يفتح دفتر عزاء
كتب- عبدالله عويس:
«المغرب، على مقياس ريختر، الكوارث الطبيعية، الهزة الأرضية، زلزال المغرب» تتعدد الوسوم، والمأساة واحدة، والعجز واحد. لا يملك من لا بيده وسيلة، أية حيلة، سوى التعاطف، والدعوات، ونشر عبارات الدعم مع الوسوم (الهاشتاجات) المختلفة، ليصبح زلزال المغرب «تريند» في العالم كله، وسط انتشار أكبر في العالم العربي، على منصة «إكس» تويتر سابقا.
على قائمة الأكثر تدوالا، كانت العبارات الماضية، ضمن أكثر ما ينشر في بعض البلدان، ويتم تداوله، بعدما ضرب زلزال عنيف، تقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إنه بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر، فيما يقول المعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي، إن الزلزال كان بقوة 7 درجات على مقياس ريختر.
تعاطف كبير مع الضحايا، الذين وصلت أعدادهم الرسمية حتى الآن 1037 قتيلا، بحسب الداخلية المغربية، لا سيما وهو زلزال يعد الأعنف منذ قرن في المغرب، وفي حين أن كثير من مواطني المغرب، توجهوا في الساعات الأولى من صباح السبت، إلى مراكز الدم، للتبرع به، لإنقاذ المصابين، بعد نداء وجهته عدة مراكز للتبرع بالدم، فإن آخرين لم يملكوا سوى الدعاء، والأمنيات بألا تتزايد أعداد الضحايا.
بصورة سوداء لا تحمل إلا كلمة «حداد» نشر أحمد الهاشمي، عبارات تحمل المواساة، ربما وصلت كلماته إلى ذوي الضحايا، وربما لا تصل، لكنه لا يملك سواها، إضافة إلى نشر معلومات وتفاصيل تتعلق بالزلازل وتوابعها، فينشرها من باب النصيحة، على أمل أن تكون سببا في إنقاذ شخص بعد ذلك «قلوبنا مع أهلنا في المغرب.. اللهم ارحم موتاهم واشف مرضاهم واحفظ بلادهم» كانت هذه كلمات الهاشمي، الذي ما انفك عن مشاركة صور ومقاطع فيديو قادمة من المغرب.
فيما نشر هشام السنوسي، مقاطع فيديو من مراكز التحاقن بالدم، معلقا بأنه لا يهم فصيلة الدم، أو بعد المكان عن مراكز التحاقن بالدم، لكن الأهم سرعة النزول والمشاركة مع المتبرعين بالدم، لإنقاذ المصابين، معتبرا أن ذلك أقل ما يمكن تقديمه. وكانت كلمات الشاب مذيلة بالوسم «زلزال المغرب» وهو ضمن أكثر الكلمات رواجا على منصة «إكس» عالميا، بعبارات مختلفة، وبلغات مختلفة.
ومع الصور القادمة من المغرب، كانت عشرات التصاميم المختلفة مع الصور المنشورة، تتضمن عبارات «حفظ الله المغرب، قلوبنا مع المغرب، رحم الله الضحايا» إضافة لعبارات أخرى تحمل المعنى نفسه، مع دعوات شعبية لمزيد من الجهود لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد كارثة الزلزال.
وإلى جانب التعاطف الشعبي، والدعم المعنوي، كانت هناك رسائل تعزية رسمية، مثلما فعلت الجزائر، التي بينها وبين المغرب توترات سياسية، وأغلقت على إثرها المجال الجوي أمام الطائرات المغربية منذ سبتمبر 2021، لكنها فتحت المجال الجوي، لنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين، وأعلنت استعدادها لتقديم المساعدات ووضع الإمكانيات المادية والبشرية للتضامن مع المغرب، حال طلبه الأمر.
كما أمر عاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى، المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بتقديم العون للمتضريين، وتقديم أشكال الدعم المختلف، كما أعلنت تونس، توجيه مساعدات عاجلة، وفرق حماية مدنية لدعم جهود الإنقاذ، ووجه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، بتسيير جسري جوي لمساعد المغرب، كما أعلنت فرنسا استعدادها لتقديم العون، كذلك فعلت تركيا وروسيا، كما أرسل الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان برقيتي عزاء لملك المغرب في الضحايا، كما أعربت مصر عن تعازيها في ضحايا الزلزال، ونضامنها الكامل مع المملكة المغربية.