-

محمد علي يوضح ما حكم الأخذ بالقرآن دون السنة

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- محمد قادوس:

ما حكم الأخذ بالقرآن دون السنة؟.. سؤال تلقاه وعرضه على الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي والذي أوضح في رده من كان يؤمن بالقرآن أنه مصدر من مصادر التشريع اقتضى منه ذلك بالضرورة الإيمان بالسنة المطهرة، واعتبارها مصدرا للتشريع أيضا؛ وذلك لأن القرآن صرح في أكثر من موضع بأن السنة من الوحي، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المبين لما جاء مجملا في القرآن، وأن المرء لا يعتبر مؤمنا إلا إذا صدق واتبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كل شيء ورد عنه، قال تعالى عن نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).

ويقول مخاطبا لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) ويقول جل من قائل: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)

ويقول تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).

فكل ما سبق في القرآن يؤكد أنه لا يجوز ترك الأخذ بالسنة في أي حال من الأحوال، وأضاف علي في رده لمصراوي: لمن أراد أن يأخذ بالقرآن فقط دون السنة: كيف ستقيم الصلاة التي أمرك الله تعالى بها في كتابه الكريم ؟ وما عددها ؟ وما أوقاتها ؟ وما شوطها ؟ وما مبطلاتها ؟ وقل مثل ذلك في الزكاة ، والصيام ، والحج ، وباقي شعائر الدين وشرائعه.

وكيف ستطبق قول الله تعالى ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) المائدة/38 ؟ فكم هو نصاب السرقة ؟ ومن أين تُقطع اليد ؟ وهل هي اليمين أم الشمال ؟ وما هي الشروط في الشيء المسروق ؟ وقل مثل ذلك في حد الزنا والقذف واللعان وغيرها من الحدود؟.

قال ابن القيم – رحمه الله - : فقد بيَّن الله - سبحانه - على لسان رسوله بكلامه وكلام رسوله جميع ما أمره به ، وجميع ما نهى عنه ، وجميع ما أحله ، وجميع ما حرمه ، وجميع ما عفا عنه , وبهذا يكون دينُه كاملا كما قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ).

قال ابن القيم - رحمه الله - : والذي يجب على كل مسلم اعتقاده : أنه ليس في سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة سنَّة واحدة تخالف كتاب الله ، بل السنن مع كتاب الله على ثلاث منازل:

المنزلة الأولى : سنَّة موافقة شاهدة بنفس ما شهد به الكتاب المنزل.

المنزلة الثانية : سنَّة تفسر الكتاب ، وتبين مراد الله منه ، وتقيد مطلقه.

المنزلة الثالثة : سنَّة متضمنة لحكم سكت عنه الكتاب ، فتبيِّنه بياناً مبتدأً.

ولا يجوز رد واحدة من هذه الأقسام الثلاثة ، وليس للسنة مع كتاب الله منزلة رابعة

ومن هنا يتضح أن السنَّة تفسر الكتاب وتبينه، فلا يجوز الاستغناء عنها أبدا.