-

اغتيال نصر الله: تهديدات ونتائج متوقعة

(اخر تعديل 2024-09-28 17:37:34 )
بواسطة

عملية اغتيال نصر الله: تصعيد خطير في المنطقة

في حدث يُعتبر من بين الأكثر إثارة للجدل في تاريخ إسرائيل، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس الجمعة غارات جوية وصفت بأنها الأعنف منذ بداية التصعيد. هذه الغارات استهدفت القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أسفرت عن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي تم إعلان استشهاده بشكل رسمي.

تفاصيل العملية العسكرية

العملية العسكرية، التي جرى تنفيذها باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن 2000 طن، تأتي في سياق سلسلة من الاغتيالات التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة. من بين هذه العمليات، كان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ورئيس أركان حزب الله، فؤاد شكر، وأخيرًا حسن نصر الله.

الرسائل السياسية وراء الاغتيال

وصف وزير دفاع الاحتلال، يوآف جالانت، عملية اغتيال نصر الله بأنها نهاية لحسابات طويلة الأمد، مؤكدًا أنها تمثل رسالة واضحة لكل من يعارض تل أبيب. هذه الاستهدافات تحمل دلالات قوية لحلفاء إيران في المنطقة، مما يعكس تصاعد التوتر بين إسرائيل وطهران.

تحليل الاستراتيجيات الإيرانية

يرى المحلل في الشأن الإيراني، محمود جابر، أن خطاب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي تناول فيه تغيير خارطة الشرق الأوسط، يكشف عن نوايا إسرائيل المبيتة من وراء عمليات الاغتيال المتكررة.

تكتيكات إسرائيل في مواجهة محور المقاومة

جابر يوضح أن إسرائيل تسعى لتحديد حدود جديدة في المنطقة، وهو ما يتطلب حرباً مفتوحة ضد عدو يتجاوز الحدود العربية، مثل إيران. استهداف حلفاء إيران جزء من استراتيجيتها لمواجهة "محور المقاومة"، الذي يمتد من حزب الله في لبنان إلى حماس في غزة والحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى أذرعها في سوريا والعراق.

النتائج المحتملة على الأرض

أضاف جابر أن هذه الاغتيالات تهدف إلى تقليص القدرات العسكرية لحلفاء إيران. حيث تعتبر تل أبيب أن نفوذ إيران يعتمد بشكل كبير على الجماعات المسلحة مثل حزب الله وحماس، وبالتالي فإن استهداف قادة هذه الجماعات يضعف قدراتهم العسكرية ويعطل شبكات الصواريخ والطائرات الموجهة.

تأثير الاغتيالات على الروح المعنوية

اغتيال شخصيات مثل حسن نصر الله أو إسماعيل هنية يشكل ضربة قوية للروح المعنوية لهذه الجماعات، مما قد يدفعهم للتفكير مرتين قبل التصعيد ضد إسرائيل. في الوقت نفسه، يعزز ذلك قدرة الردع الإسرائيلية، ويرسل رسالة مفادها أن أي تهديد سيتم التعامل معه بحزم.

ردود الفعل الدولية والمحلية

السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أكد أن اغتيال نصر الله يحمل رسالة واضحة لأصدقائه في بيروت وعواصم أخرى. كما أن إسرائيل تراقب بقلق تهديدات إيران بالرد، وفق ما صرح به لشبكة "فوكس نيوز".

مكاسب سياسية داخلية

تشير بعض التحليلات إلى أن هذه الاستهدافات تحمل دلالات سياسية داخلية في إسرائيل، حيث تعزز صورة القيادة الإسرائيلية أمام الجمهور المحلي، وتعكس التنسيق مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في مواجهة التوسع الإيراني.

احتمالات الرد الإيراني

من جانبه، أكد جابر أن إيران لن تتجاهل اغتيال نصر الله، مشيرًا إلى أن عدم الرد سيعني نهاية النظام الإيراني والثورة الإسلامية. في حال عدم قدرتها على الرد عبر لبنان أو سوريا، قد تتجه الأمور نحو تصعيد داخلي في إيران.

استنتاجات حول الصراع المستمر

تداعيات الرد الإيراني، إذا ما حدث، قد تشعل حربًا شاملة في المنطقة، تشمل الجماعات المرتبطة بإيران، والتي تسعى إسرائيل لإضعافها. إيران قادرة على توجيه ضربة قوية لإسرائيل وسط تصاعد التوترات.

في تصريحات للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أشار إلى أن العالم لن ينسى أن قرار تنفيذ الهجوم الإرهابي صدر من نيويورك، مؤكداً أن واشنطن لا يمكنها التنصل من مسؤوليتها في التواطؤ مع إسرائيل.

فقدان شخصيات بارزة في المقاومة مثل نصر الله قد يجعل المقاومة أكثر صلابة، حيث تظل راية محاربة الظلم مرفوعة. بينما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين أن اغتيال نصر الله قد يزيد من مخاوف اندلاع حرب شاملة في المنطقة.

المسؤولون أشاروا إلى أن إيران تشعر بقلق متزايد بشأن الأضرار التي لحقت بحزب الله، وقد تتدخل إذا شعرت بخطر فقدانه.
أنا أم 2 الحلقة 141