مبادرة جديدة لدعم الأم والطفل في مصر

كتب – أحمد جمعة:

تستعد وزارة الصحة والسكان لإطلاق فعاليات المدونة المصرية الخاصة بتسويق بدائل لبن الأم، بالإضافة إلى مشروع المنشآت الصحية صديقة الأم والطفل، وذلك غدًا الثلاثاء. يشارك في هذا الحدث الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، إلى جانب عدد من المسؤولين والخبراء في مجال الصحة العامة.

في تصريحاتها، كشفت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة لشؤون السكان وتنمية الأسرة، عن تفاصيل هذه المدونة، مشيرةً إلى أنها تهدف إلى تحويل جميع المنشآت الصحية التابعة لوزارة الصحة إلى بيئات صديقة للأم والطفل. وأكدت على أهمية دعم الولادة الطبيعية والرضاعة الطبيعية، معتبرةً ذلك أمرًا بالغ الأهمية لصحة كل من الأم والجنين، في ظل الزيادة الملحوظة لمعدلات الولادة القيصرية والرضاعة الصناعية في السنوات الأخيرة.

أهمية الرضاعة الطبيعية

وقالت الألفي في تصريحات خاصة: "نحن ندعم الولادة والرضاعة الطبيعية للحد من العديد من الأمراض التي قد تصيب المولود، مثل السمنة، التقزم، والأنيميا. فعندما يمر الطفل عبر قناة الولادة، يتعرض لعدد من البكتيريا الحميدة التي تعزز من نموه وتغير من الكيمياء الخاصة بكبده، مما يقلل من احتمالية تعرضه للسمنة".

وأضافت: "لقد تغير العالم في سلوكياته وعاداته المتعلقة بالولادة والحياة اليومية، وأصبح محاطًا بأمور تعزز من السمنة. لذا، من الضروري أن نعيد النظر في الأسس الطبية والتغذوية للطفل منذ لحظات ولادته الأولى".

تغييرات ملحوظة في الممارسات الصحية

أوضحت نائبة وزير الصحة أن الهدف من المدونة والمشروع هو تغيير الممارسات داخل المستشفيات، وتقديم التدريب لجميع الأطباء والممرضين ومقدمي الرعاية الصحية في جميع مراكز الرعاية الأولية، لمساعدة الأمهات على تحقيق الولادة الطبيعية والرضاعة الطبيعية.

وفيما يتعلق بالحوافز التي سيتم تقديمها لدعم هذا التوجه، أكدت الألفي أن هناك جوائز مخصصة لكل منشأة، سواء كانت مستشفى أو مركز رعاية صحية، لتشجيع الولادة والرضاعة الطبيعية. وأشارت إلى أن هذا البرنامج عالمي وقد بدأ منذ الثمانينات، مما يستدعي الإسراع في تطبيقه.
العبقري مترجم الحلقة 15

مواجهة السمنة كأولوية صحية

وعن كيفية مواجهة وزارة الصحة لمشكلة زيادة معدلات السمنة في مصر، أوضحت الألفي أن القضية تبدأ من فترة الحمل، حيث تلعب العوامل الغذائية للأم دورًا كبيرًا في صحة الجنين. فالسيدة الحامل تحتاج إلى نظام غذائي متوازن لضمان عدم تراكم الدهون في خلايا الجنين، حيث أن الخلايا التي تكتسب الدهون منذ البداية تظل عرضة للسمنة طوال الحياة.

وأشارت الألفي إلى أن مصر شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات السمنة خلال السنوات الأخيرة، خاصة بين البالغين، حيث بلغت النسبة %40 وفقًا للمسح الذي أجري ضمن مبادرة "100 مليون صحة". كما أن الدراسات الأخيرة وضعت مصر في المرتبة التاسعة عالميًا من حيث انتشار السمنة.

وأكدت أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا محوريًا في الوقاية من السمنة خلال العامين الأولين من عمر الطفل، حيث تمنع تراكم الدهون في خلاياه، على عكس اللبن الصناعي الذي يحتوي على دهون عسرة الهضم.

وأخيرًا، شددت على أهمية اعتماد الأمهات على الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد متعددة، مع ضرورة تقليل استخدام اللبن الصناعي إلا في الحالات الطبية الطارئة، حيث أن الوقاية تبدأ منذ المراحل المبكرة في حياة الطفل لضمان صحة جيدة ومستقبل خالٍ من السمنة.