-

نور الهداية: أثر ميلاد النبي محمد ﷺ

(اخر تعديل 2024-09-20 11:59:22 )
بواسطة

ميلاد النبي ﷺ: حدث غير عادي

كتب - محمود مصطفى أبوطالب: في عالم مليء بالأحداث الفارقة، يبقى ميلاد النبي محمد ﷺ علامة فارقة في تاريخ البشرية. لم يكن هذا الميلاد مجرد حدث عابر، بل كان بمثابة نقطة تحول جذرية استنارت بها القلوب والعقول. لقد عاشت البشرية لعصور طويلة في ظلمات الجهل والشرك، حتى جاء هذا النور ليبدد تلك الظلمات ويقود الناس إلى الإيمان بالله الواحد الأحد.

دعوة للسلام والعدل

خلال كلمته في احتفالية نقابة السادة الأشراف بمناسبة المولد النبوي الشريف، أوضح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن رسالة النبي ﷺ كانت عالمية بامتياز. لقد حملت في طياتها معاني التوازن والعدالة التي تحتاجها المجتمعات. إن هذه الشريعة العادلة تعمل على ترسيخ كرامة الإنسان منذ لحظة ميلاده وحتى آخر أنفاسه، مما يعكس عمق الرسالة التي جاء بها النبي ﷺ.

مبدأ التيسير في الدعوة

كان النبي محمد ﷺ يحرص دائمًا على توجيه أصحابه نحو مبدأ التيسير في الدعوة. فقد قال: «إنما بُعثتم ميسِّرين ولم تبعثوا معسِّرين». هذه الكلمات تعكس الروح الحقيقية للدعوة الإسلامية، التي لا تعتمد على التخويف أو الترهيب، بل تتطلب الحكمة والموعظة الحسنة. وكما أوصاه الله: {ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِ}.

بناء الإنسان الحقيقي

أكد وكيل الأزهر الشريف أن بناء الإنسان الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال اتباع هدي النبي ﷺ، والتمسك بما جاء به من الكتاب الحكيم. لقد كان النبي ﷺ مثالًا حيًّا للرحمة والعدل والوفاء. ومن أبرز مواقفه، وفاؤه لأمه السيدة فاطمة بنت أسد، التي كفلته ورعته. فعندما انتقلت إلى رحمة الله، نزل ﷺ إلى قبرها ونام فيه، وكفنها بقميصه، وهو تعبير عن حبه ووفائه لها.

رحمة شاملة

ولم تقتصر رحمة النبي ﷺ على أهله فقط، بل شملت الجميع. لقد كان يتعامل مع الآخرين بكل لطف واحترام، سواء كانوا من أصحابه أو من غير المسلمين. إن سيرته العطرة مليئة بالمواقف التي يجب علينا أن نتأسى بها. إن السير على نهج النبي ﷺ يعني أن نعيش حياة مليئة بالخير والبركة، وأن نتعامل مع الآخرين بشفافية وصدق.
حياة قلبي 6 الحلقة 42

ختامًا

في الختام، يجب أن نتذكر دائمًا أن ميلاد النبي محمد ﷺ كان بمثابة بداية جديدة للبشرية. دعوته للسلام والمحبة والعدل لا تزال قادرة على إحداث تغيير عميق في حياتنا. فلنستفد من تعاليمه وأخلاقه، ولنحرص على أن نكون دعاة للخير في مجتمعاتنا، لننعم بحياة آمنة وصحية.