غرائب الكائنات.. كائن صغير ينمو إلى مرحلة

خلال 48 ساعة فقط، يمكن لهذا الكائن المسمى Salpa aspera أن يصل إلى مرحلة النضج، ما يجعله أسرع الحيوانات متعددة الخلايا نموًا على وجه الأرض.

صدفة بحرية واحدة أو سالب (Salpa aspera)، ذات جسم شفاف.

تنتشر كائنات سالبا عبر المحيطين الهادئ والمحيط الأطلسي، وتشكل سلاسل لتطفو حولها وتتغذى على جزيئات صغيرة.

ماذا تأكل: العوالق النباتية وأي شيء آخر صغير بما يكفي ليتم اصطيادها في شبكة التغذية الخاصة به

لماذا هو رائع: غالبًا ما توصف هذه الكائنات البحرية بأنها "كرات هلامية" وهي شفافة ولها ملمس هلامي.

هناك أكثر من 70 نوعًا من السالبس في جميع أنحاء العالم، ويعتبر Salpa fusiformis هو الأكثر شيوعًا. ويمكن العثور عليها إلى عمق حوالي (800 متر) تحت سطح المحيط. وهي على شكل برميل، يتراوح طولها من (0.2 سم) عند الولادة إلى حوالي (10 سم) في مرحلة البلوغ. يمكنها الانضمام معًا في سلاسل طويلة تنجرف في البحر، تتبع المد والجزر.

يمكن للسالبس أيضًا دفع نفسها عن طريق الدفع النفاث. تضخ مياه البحر عبر أجسامها بأشرطة من العضلات التي تحيط بأجسامها. عندما يندفع الماء عبر أجسامهم وخارج مؤخرتهم، يتم جمع الطعام ودفعهم للأمام. ولهذا السبب، فإنهم أعضاء في مجموعة "قنديل البحر".

على عكس قنديل البحر، لا تحتوي السالبيس على خلايا لاذعة. طعامها الرئيسي هو العوالق النباتية، لكنها تقوم بتصفية كل ما يمكنها التقاطه في شبكة التغذية الخاصة بها، وهي شبكات داخلية من المخاط اللزج.

وبما أنها تقوم بتصفية كميات كبيرة من المياه، فإنها تلعب دوراً حاسماً في مكافحة تغير المناخ (ثاني أكسيد الكربون)، حيث تستطيع مجموعة من هذه الكائنات المنتشرة على مساحة (100 ألف كيلومتر مربع) التقاط ما يصل إلى 4 آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون في ليلة واحدة.

تمر السالبات البالغة بمرحلتين متميزتين: مرحلة السائل اللاجنسي ومرحلة البلاستوزويد الجنسي. عندما يكون السائل اللاجنسي جاهزًا للتكاثر، فإنه يولد سلاسل طويلة من السالبات، كل منها نسخة من نفسه. تتطور هذه السالبات بعد ذلك إلى بلاستوزيدات تتكاثر جنسيًا. في البداية، تتكون السلسلة بأكملها من الإناث، كل منها تنتج بيضًا يتم تخصيبه بواسطة بلاستوزيدات ذكور قريبة. يتطور البيض داخليًا، وتلد السالبات صغارًا أحياء، تسبح بعيدًا لتنضج إلى بالغين بلاستوزيدات لاجنسيين. في النهاية، تنتقل السلسلة بأكملها إلى الذكور، وتطلق الحيوانات المنوية لتخصيب بيض بلاستوزيدات الإناث المجاورة.

تتمتع هذه الكرات الصغيرة الغريبة من الهلام بدورات حياة سريعة بشكل لا يصدق، حيث تصل إلى مرحلة النضج في غضون 48 ساعة فقط. يُعتقد أنها أسرع الحيوانات متعددة الخلايا نموًا على وجه الأرض، حيث يزيد طول أجسامها بنسبة تصل إلى 10٪ في الساعة.