-

التقوى في زمن الفوضى: دعوة للوعي

(اخر تعديل 2024-09-20 13:23:20 )
بواسطة

خطبة تدعو للتقوى في عصر المعلومات

كتب- محمد قادوس:

في خطبة الجمعة، أكد الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي، على أهمية تقوى الله تعالى، مستشهداً بآية كريمة تتحدث عن الخلق والعلاقة بين الناس: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم). هذه الدعوة تعكس حاجة الإنسان إلى العودة إلى الأسس الروحية التي تحميه من الفوضى والتحديات التي تواجهه.

التحديات المعاصرة وأهمية الضوابط الشرعية

في زمن تتلاحق فيه الأخبار وتتدفق المعلومات من كل حدب وصوب، يصبح المسلم في أمس الحاجة إلى قيم وأسس يضبط بها سلوكياته. فالآية الكريمة (وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ ‌لَكَ ‌بِهِۦ ‌عِلۡمٌ) تدعو إلى التحري والتثبت قبل التصديق أو النشر. فالمسلم يجب أن يتحلى بوعي كامل تجاه ما يسمعه ويراه، وأن يكون مسؤولاً أمام الله عن كل ما ينقله أو يشاركه.

أهمية الفهم الصحيح للأخبار

استناداً إلى تفسير ابن عطية، فإن هذه الآية تحمل في طياتها أدباً خلقياً عظيماً وتعليماً مهماً للأمة في كيفية التمييز بين الحق والباطل. فالالتزام بالصدق والعدل هو أساس كل تصرف، ويجب على المسلم أن يكون واعيًا لما ينقله، فلا يقبل الأخبار التي لا تتوفر على الأدلة والبراهين.

التحذير من الانجرار وراء الشائعات

أوضح الشيخ حسين آل الشيخ أن المسلم يجب أن يتجنب الشائعات والأراجيف، مهما كانت كثرتها أو قوة ناقليها. فالمعرفة والوعي هما السلاح الذي يحمي المسلم من الانزلاق في دوامة الفوضى. قال الله تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ‌ٱلَّذِينَ ‌ءَامَنُواْ ‌ٱتَّقُواْ ‌ٱللَّهَ ‌وَكُونُواْ ‌مَعَ ‌ٱلصَّٰدِقِينَ).

مقاطعة مواقع الفتنة

من المهم كذلك، كما أشار الشيخ، أن يقاطع المسلمون المواقع والأشخاص الذين ينشرون الشبهات ويشكون في ثوابت الدين. فقد أصبح هناك منظمات تدعم وتغذي هذه الأفكار، فعلى المسلم أن يكون واعيًا ولا ينجر وراء تلك الأفكار المضللة. قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ‌ٱلَّذِينَ ‌ءَامَنُواْ ‌خُذُواْ حِذۡرَكُم).

الدعوة للتمسك بالحق

اختتم إمام المسجد النبوي خطبته بالتأكيد على ضرورة ترك الخصومات والجدال، مشيراً إلى أن الصحابة لم يكونوا أصحاب جدال، بل كانوا ملتزمين بتعليمات الدين وعملوا بها. وهذا هو السبيل الأمثل للخروج من الفوضى، وهو الالتزام بالحق والتقوى، بعيداً عن الشكوك والفتن.
فريد 3 مدبلج الحلقة 6

فلتكن تقوى الله هي مرجعنا في كل فعل وقرار، ولنعمل على تعزيز قيم الحق والعدل في حياتنا.