-

البلاستيك: خطر صامت يهدد صحتنا

(اخر تعديل 2024-09-19 10:37:18 )
بواسطة

البلاستيك في أنوفنا: اكتشاف مقلق

في ظاهرة تنذر بالخطر، توصل الباحثون إلى اكتشاف مثير يُظهر تدهور البيئة الصحية لكوكبنا. فقد عُثر على شظايا وألياف بلاستيكية دقيقة في أنسجة الأنف بجثث بشرية. هذه الدراسة الجديدة تكشف عن وجود هذه الخيوط والقطع البلاستيكية في البصلة الشمية، وهي الجزء المسؤول عن حاسة الشم، وتقع في قاعدة الدماغ.

آثار بلاستيكية على الدماغ

وفقًا لما ذكره لويس فرناندو أماتو-لورينسو، الباحث المتميز في هذا المجال من جامعة برلين الحرة، فإن "وجود هذه المواد في هذه المنطقة قد يسمح لها بالانتقال إلى مناطق أخرى في الدماغ". هذا الأمر يعكس مدى خطورة هذا الاكتشاف.

وجهات نظر متباينة

وفي تعليقها على هذه النتائج، قالت أستاذة علم الصيدلة والسموم في جامعة روتجرز، بيتسي باورز، التي لم تشارك في الدراسة، إنها تعتقد أن البلاستيك سيكون موجودًا في كل جزء من أجزاء الجسم. وأضافت: "هذه الدراسة تمثل دليلًا إضافيًا على ذلك".

جدل علمي حول البلاستيك وصحة الإنسان

من جهة أخرى، تؤكد بيتسي باورز، المديرة التنفيذية لتحالف "EPS" الصناعي، أن هناك جدلًا داخل المجتمع العلمي حول ما إذا كانت الأدلة الحالية تعكس بشكل كافٍ الآثار الواقعية لتأثير البلاستيك على صحة الإنسان.

دراسات سابقة تتحدث عن البلاستيك

وقد كشفت دراسات سابقة عن وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة ونانوية في مناطق مختلفة من الجسم مثل الدماغ والخصيتين ودم الإنسان وأنسجة الرئة والكبد، وحتى في حليب الأم والمشيمة. وفي تحليل أولي حول تأثير هذه الجسيمات على الصحة، وُجد أن الأشخاص الذين لديهم هذه الجسيمات في أنسجة الشريان السباتي كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية.

ما هي الجسيمات البلاستيكية الدقيقة؟

تعتبر الجسيمات البلاستيكية الدقيقة شظايا بوليميرية يتراوح حجمها بين 5 ملليمترات إلى مايكرومتر واحد، وقد أثبتت الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة JAMA Network Open وجود هذه المواد في المصابيح الشمية لثمانية من بين 15 جثة تم تحليلها. وقد تراوحت أحجامها بين 5.5 و26.4 مايكرومتر.

أبعاد البلاستيك وأثره على الجسم

وأشار أماتو-لورينسو إلى أن الأبعاد الموجودة في البصيلات الشمية للجثث كانت "أصغر بكثير مقارنةً بالدراسات السابقة التي حددت وجود المواد البلاستيكية الدقيقة في الأعضاء البشرية الأخرى مثل الكلى والكبد".
أمي مدبلج الحلقة 42

مصادر التعرض غير معروفة

ومع ذلك، لم تتمكن الدراسة من تحديد مصدر التعرض للبلاستيك أو السبب وراء وجوده في أنوف بعض المتوفين بينما لم يوجد لدى الآخرين. الجدير بالذكر أن مادة البولي بروبيلين كانت هي السائدة في البصيلات الشمية، وهي مادة تستخدم بشكل واسع وتعتبر آمنة للاستخدام البشري بشكل عام.

البلاستيك وسرطان الثدي

وفي دراسة أخرى أجريت في عام 2023، وُجد أن المواد البلاستيكية الدقيقة المصنوعة من مادة البولي بروبيلين قد تؤدي إلى تفاقم تطور سرطان الثدي، مما يضيف بُعدًا جديدًا لمخاوفنا بشأن هذه المواد.

إن هذه الاكتشافات تعكس واقعًا مؤلمًا يتطلب منا جميعًا اتخاذ خطوات حقيقية لحماية صحتنا وبيئتنا. فالبلاستيك لم يعد مجرد مشكلة بيئية، بل أصبح تهديدًا مباشرًا لصحتنا.