رئيس المحفل الماسوني.. من هو علي بونجو رئيس
كتبت- سلمى سمير:
جاء انقلاب الضباط العسكريين، اليوم الأربعاء، في دولة الجابون ليكتب فصلًا جديدًا في الحياة السياسية هناك، عقب حكم لفترة زمنية طويلة لعائلة بونجو استمر منذ ستينيات القرن الماضي.
وأتى الإعلان عن انقلاب الجابون خلال ظهور للضباط على قناة "الجابون 24" مؤكدين تمثيلهم لكافة قوات الأمن والدفاع في بلدهم، وزعموا أن نتائج الانتخابات العامة الأخيرة بين بونجو ومنافسه ألبرت أوندو أوسا باطلة وتفتقر للمصداقية، بعد أن سعى علي بونجو إلى تكريس حكم عائلته بعد 14 عامًا قضاها في القصر الرئاسي، خلفًا لوالده عمر بونجو الذي حكم البلاد لـ 42 عامًأ كأحد أطول الزعماء الأفارقة بقاء في الحكم.
من هو علي بونجو؟
وُلد علي بونجو لأسرة ثرية للجابون الغنية بالنفط في 9 فبراير عام 1959، وكانت دولتهم حينها لا تزال مستعمرة فرنسية تكافح للتخلص من التواجد الفرنسي على أراضيها، بينما عُرف والده الذي تولى رئاسة الجابون عام 1967 كونه حاكمًا سارقًا وأحد أغنى رجال العالم مع تمتعه بثروة طائلة جراء التربح من خيرات الجابون النفطي، الذي يعاني شعبه من فقر مدقع في وقت سافر فيه بونجو رفقة والده إلى مختلف بلدان العالم لعقد الصفقات النفطية الرابحة والتي تعلم من خلالها إدارة أمور الحكم، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "فرانس 24" الفرنسية.
بونجو يعلن اعتناقه الإسلام
وُلد علي عمر بونجو باسم آلان ألبرت برنار بونجو، وكان يدين بالمسيحية إلى أن اعتنق والده الإسلام عام 1973 رفقة ابنه علي وسط اتهامات من معارضيه أنها خطوة تهدف لجذب مزيد من الاستثمارات من البلدان الإسلامية، بينما كان جدهم الأكبر بونجو لا يتبع أي ديانة بل كان وثني مما أثار حوله حالة من عدم الارتياح، حسبما ذكرت "دويتشه فيله".
بونجو لا يتقن لغات بلاده المحلية
رغم ولادة علي بونجو للأسرة الحاكمة في الجابون ألا إنه لم يتعلم أيا من اللغات المحلية في بلاده الأمر الذي أُخذ عليه من قبل الكثيرين، في المقابل تعلم الفرنسية، والتحق بأفضل المدارس في برازفيل الفرنسية التي سافر إليها في عمر التاسعة ودرس القانون هناك في جامعة السوربون، ما ساعد على اكتسابه صورة الأجنبي حيث لاحقته لسنوات شائعات أنه أجنبي متبنى من شرق نيجيريا كونه وُلد خارج إطار الزواج لأم جابونية في سن المراهقة.
بونجو الفتى المستهتر يُغني
عُرف بونجو باسم الفتى المستهتر مع تعلقه بموسيقى الفانج حيث أصدر ألبوم موسيقي عام 1977 يحمل اسم "أبراند نيو مان" من إنتاج مدير أسطورة الفانج جيمس براون، وأصدر بعدها ألبومات مثل "يور إيفري ثينج" و "تيل ذا إيند أوف تايم"، لكن بعد ذلك حاول العدول عن مسار الغناء والاتجاه نحو المسار السياسي.
يعتبر بونجو واحد من الزعماء القليلين في أفريقيا الذين أعلنوا انتمائهم للمجتمع الماسوني حيث ترأس "المحفل الماسوني" في بلاده، وهو أمر يعتبره محللون أنه يهدف لتنويع مصادر التمويل التي تعتمد عليها الجابون إضافة إلى النفط، وذلك حسبما ذكرت "بي بي سي".
بونجو والحياة السياسية
خاض علي بونجو معترك الحياة السياسية مبكرًا حيث تولى منصب وزير الخارجية بعمر الثلاثين، لكنه تنحى بعد عامين فقط بسبب نص دستوري ينص على ألا يقل عمر أعضاء مجلس الوزراء عن 35 عامًا، ليتجه فورًا ويصبح نائبًا بالجمعية الوطنية في العام نفسه حتى عام 1999 والذي عاد فيه كوزير للدفاع في منصب استمر فيه حتى وفاة والده عام 2009 حيث انتُخب رئيسا للجابون بعد انتخابات رئاسية قال عنها "لقد فزت بمقعدي ولم يسقط في حضني" بينما شكك معارضوه في نزاهة تلك الانتخابات، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "بي بي سي" البريطانية.
الاتهامات لعائلة الرئيس المعزول
وتواجه عائلة بونجو ونظامه اتهامات كثيرة منها تحويل الجابون إلى "نظام لصوصي" ونهب خيراتها ومواردها الطبيعية، وتحويلها جميعا إلى ممتلكاتهم الخاصة، حيث يشكل النفط 80% من صادرات الجابون، و60% من إيرادات الجابون وذلك وفق بيانات البنك الدولي.
اتهامات فرنسية لعائلة بونجو
وسبق أن أسقطت السلطات الفرنسية عام 2017 تحقيق فساد أجرته الشرطة هناك لمدة سبع سنوات عن أصول عائلة بونجو كشف عن 39 عقارًا تمتلكها في باريس، لكن التحقيق أُسقط بداع عدم توافر أدلة كافية على وجود مكاسب غير مشروعة.
لم يكن الانقلاب الأول
سبق انقلاب الجابون الحالي محاولة فاشلة عام 2019 استغل فيها ضباط عسكريين مرض بونجو بجلطة دماغية وسفره للخارج للعلاج، للانقلاب على الحكم حيث اقتحموا الجنود مبنى الإذاعة وطلبوا خروج الشعب الجابوني، لكن الحكومة قامت بإحباط ذلك التمرد واعتقلت وقتلت كل من تورط فيه.
وأعلن عسكريون صباح اليوم الاستيلاء على السلطة في الجابون اعتراضًا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز بها بونجو بنسبة 64.2%.