شغب وإطلاق سراح السجناء.. ماذا يحدث في هايتي
مصراوي
في تصعيد مفاجئ للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء الهايتي أرييل هنري، تمكنت العصابات المسلحة بالعاصمة، من إطلاق سراح الآلاف من السجناء بأكبر سجون العاصمة، وذلك عقب معركة بالأسلحة النارية استمرت لأيام بين الشرطة والعصابات المسلحة.
وعانت الشرطة في هايتي، خلال الأيام الماضية، من صراعات شرسة مع مجموعة من العصابات المسلحة بالبلاد، التي تريد الإطاحة برئيس الوزراء أرييل هنري، الذي تعهد في وقت سابق بالتنحي عن منصبه نهاية فبراير الماضي، عقب التغلب على عنف العصابات قبل إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وبدأت أعمال العنف في التصاعد بين العصابات المسلحة والشرطة في هايتي لتشمل عدة أحياء، مساء السبت الماضي، عقب مغادرة رئيس الوزراء في زيارة إلى كينيا، لطلب المساعدة في مكافحة العصابات، الأمر الذي دفع زعيم العصابة جيمي شيريزير، توجيه دعوات إلى مختلف الجماعات المسلحة للإطاحة بنظام هنري، لتبدأ العصابات مهاجمة عددا من السجون منها السجن الوطني وميناء الحاويات الرئيسي في البلاد.
تلك الأحداث المأساوية دفعت السلطات بهايتي، إلى إعلان حالة الطوارئ وإغلاق المدارس والبنوك، وذلك في محاولة لاستعادة السيطرة بعد هجوم العصابات على السجون وإطلاق سراح 4000 سجين، بعضهم متهمين باغتيال رئيس هاتيان جوفينيل مويز عام 2021، وذلك وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية.
وقال زعيم العصابة شيريزير، الذي كان يعمل ضابط شرطة سابق: "نحن جميعا، الجماعات المسلحة في المدن الإقليمية والجماعات المسلحة في العاصمة، متحدون".
وكانت كينيا وافقت أكتوبر الماضي، على قيادة قوة شرطة دولية مفوضة من الأمم المتحدة إلى هايتي التي لم يجري بها انتخابات منذ عام 2016، قبل أن تقضي المحكمة العليا الكينية في يناير، بأن الخطة غير دستورية، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم وجود اتفاقيات متبادلة بين البلدين، الأمر الذي دفع هايتي بتوقع اتفاق يتضمن إرسال كينيا ألف ضابط شرطة إلى الدولة الكاريبية المضطربة، للمساعدة في مكافحة عنف العصابات المستمر.
وقالت الحكومة الهايتية، إن قوات الأمن "ستستخدم كل الوسائل القانونية المتاحة لها لفرض حظر التجول واعتقال من ينتهكونه"، مشيرة إلى أنها تحاول استعادة فرض النظام واتخاذ الإجراءات المناسبة لاستعادة السيطرة.
وتعاني هايتي، أفقر دولة في نصف الكرة الغربي، من العديد من الاضطرابات خلال السنوات الماضية، عقب الاغتيال الرئاسي عام 2021، الذي أدى إلى إغراق البلاد في سلسلة من الفوضى، حيث يتفشى العنف وجرائم الاختطاف العنف، وذلك بسبب تفوق العصابات في أغلب الأوقات بالتسليح مقارنة بالشرطة.
وكشفت صحيفة لو نوفيليست الهايتية، إن من الفارين من السجن الواقع بالقرب من القصر الوطني، هما زعماء العصابة المشتبه بهم المتهمين باغتيال مويز.
وأضافت الصحيفة اليومية، أن السجن تعرض للتجسس من قبل المهاجمين منذ الخميس الماضي من خلال طائرات دون طيار من العصابات التي تعمل بشكل منسق لإجبار رئيس الوزراء على التنحي"، وذلك وفقا ما ذكره زعيم العصابة جيمي شيريسير، في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أن الجماعات تعمل ولم يتضح على الفور ما إذا كان هنري قد عاد إلى هايتي بعد رحلة إلى كينيا.