"رياض الصائمين" بالجامع الأزهر يقدم روشتة
كتب - علي شبل :
قال الشيخ عبد الله رمضان الواعظ بمنطقة البحر الأحمر، إن كثيراً من الناس يتقرب الي الله -تعالي- بمختلف أنواع العبادات والقربات ثم يذهب كل ذلك ولايثبت أحد منهم على ما كان عليه من هذه القربات، لافتا أن العبد هنا قد وقع في مخالفة وتقصير لأمر عظيم من أوامر الله -جل علا-، ألا وهو (الثبات على الطاعات).
وحذر فضيلته خلال ملتقى الظهر بالجامع الأزهر، من موانع الثبات على الطاعات، ذاكرا إياها في طول الأمل والحرص على الدنيا، والتوسع في المباحات من طعام وكلام ومنام، فضلا عن الابتعاد عن البيئة الإيمانية.
وقدم فضيلته روشتة علاج للثبات على الطاعة، وهي: الدعاء، والتنوع في الطاعات، والتعلق بالمساجد، ومعرفة سير الصالحين الأوائل، فإن هذا من أعظم ما يثبت العبد على الطاعة ولقد اشار الله إلى هذا مع نبيه -صلي الله علي وسلم- فقال له (وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ).
وقال فضيلة الشيخ إبراهيم حلس مدير إدارة شؤون الأروقة بالجامع الأزهر بأن الثبات على الطاعة لا بد له من إخلاء أثر المعاصي من القلوب بالتوبة الخالصة لله المتفقة بشروطها، ثم بين فضيلته أن إحسان العمل لله والإخلاص فيه يردع الإنسان عن المعصية بعد ذلك، وتنهاه طاعته عن السوء وتقربه لمحبة الله، وإذا أحبه الله استعمله في الخير، وثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وبين فضيلته أن شروط التوبة كالأتي: أولاً: الإقرار بالذنب والاعتراف به، ثانياً: الندم عليه، ثالثاً: العزم علي عدم العودة له مرة أخري رابعاً: رد المظالم إلي أهلها إن وجدت، خامساً: أن يتوب في وقت تصح فيه التوبة لله عز وجل. فإذا كان الإعتراف سيد الأدلة عن قضاة الدنيا ودليل إدانة يستوجب العقاب، فإن الإعتراف لله عز وجل هو سيد العفو ودليل براءة من الذنوب، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده، أما شرط رد المظالم إلى أهلها فلا يكفي الإقرار بالذنب فقط إذا كان متعلقاً بحقوق العباد، فلابد مع الإقرار بالذنب أن يرد الحقوق لأصحابها ويطلب منهم العفو، وهذا من حسن صدق التوبة، ومقصد من مقاصد الشارع في الحفاظ على حقوق العباد في أموالهم وأنفهسم وأعراضهم، أما شرط أن تتوب في وقت تصح فيه التوبة، فإن الله يقبل التوبة من العبد ما لم يغرغر. وختم فضيلته كلمته بوجوب الإخلاص في العمل والطاعة، وأن نتجه بقلوبنا وعقولنا لله عز وجل بالتوبة الصادقة النصوح في هذه الأيام المباركة.