البحث عن بدائل.. واشنطن تدفع بنهج جديد للتأثير
كتب- محمد صفوت:
تسللت الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى العلن، لا سيما بعد امتناع واشنطن حليفة تل أبيب عن التصويت ضد مشروع قرار مجلس الأمن الداعي للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وصوتت لصالحه 14 دولة من أصل 15 بمجلس الأمن.
الامتناع عن التصويت جاء بمثابة "توبيخ" لإسرائيل، التي أطلق قادتها تصريحات مناهضة لموقف واشنطن في مجلس الأمن، وإشارات صريحة على الاستعداد لشن عملية برية في رفح، وهي إحدى نقاط الخلاف بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو.
تدفع الإدارة الأمريكية، حكومة نتنياهو تجاه خطط تضمن سلامة المدنيين في رفح وتؤكد أن الهجوم لا يمكن أن يحدث دون خطة واضحة وقابلة للتنفيذ لإجلاء هؤلاء المدنيين من منطقة القتال وضمان دعمهم بعد الإجلاء، الأمر الذي يرفضه قادة الاحتلال وعلى رأسهم نتنياهو الذي أكد عزمه مرارًا وتكرارًا على شن عملية برية في رفح.
نهج أمريكي جديد
استغلت الإدارة الأمريكية زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، لإقناعه بالدفع نحو نهج جديد في غزة، يحقق هدف إسرائيل المتمثل في "القضاء على حماس وتفكيكها" وفي ذات الوقت حماية المدنيين في القطاع المحاصر.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، حث نظيره الإسرائيلي على ضرورة التخلي عن الخطط الحالية لشن عملية عسكرية برية في رفح، تزامنًا مع محاولات الإدارة الأمريكية للحد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وفي اجتماع لأوستين وجالانت الثلاثاء، في واشنطن، أكد وزير الدفاع الأمريكي لنظيره الإسرائيلي أن حماية الفلسطينيين من الأذى أمر أخلاقي واستراتيجي، وأضاف قائلاً: "في غزة اليوم، عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية وحجم المساعدات الإنسانية منخفض للغاية".
وردد أوستن، نفس التحذيرات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية منذ نحو شهر، مؤكدًا في الوقت نفسه على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وتكتسب زيارة جالانت إلى واشنطن أهمية إضافية، حيث تشهد العلاقات بين واشنطن وأقرب حلفائها في الشرق الأوسط، توترات متصاعدة، وألغى نتنياهو زيارة كانت مقررة للولايات المتحدة بعد امتناعها عن التصويت ضد قرار مجلس الأمن يوم الاثنين الماضي.
وفي وقت سابق، دعا بايدن، نتنياهو، إلى زيارة واشنطن لمناقشة الخطط العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح.
واشنطن تطالب بنهج بديل
أشرف وزير الدفاع الأمريكي على حملات مكافحة التمرد في الشرق الأوسط وأفغانستان، ويتمتع بخبرة في محاربة الجماعات المسلحة وفي كفاح الولايات المتحدة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين وتأمل إدارة بايدن في توظيف تلك الدروس للحد من الوفيات بين المدنيين في غزة.
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول دفاعي بارز، تأكيدات على ما قاله أوستن والإدارة الأمريكية بأن الإدارة الأمريكية تدعم هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس.
وأكد المسؤول الدفاعي الكبير، للصحيفة الأمريكية، أن إيجاد نهج بديل يحمي المدنيين الفلسطينيين هو في الحقيقة الأولوية بالنسبة للإدارة الأمريكية في الوقت الحالي.
وردد المسؤول ما قاله أوستن: "ضرورة تفكيك حماس" لكنه أقر بوجود واجب أخلاقي للبلدين، كما هناك مصلحة استراتيجية مشتركة متمثلة في حماية المدنيين الفلسطينيين.
وأشار المسؤول للصحيفة الأمريكية، إلى أن أوستن، أكد على هدف واشنطن المتمثل في مساعدة تل أبيب على إيجاد بدائل للاجتياح البري الشامل للرفح، التي تخاطر بتعريض أكثر من مليون مدني فلسطيني للخطر.
ضمان حماية المدنيين
وأوضح المسؤول الأمريكي، أنه من أجل القيام بهذا فهناك طلبات أمريكية لضمان تمكين المدنيين في رفح من مغادرتها، وتكون مغادرتهم بسلام وأمان مع توفير الاحتياجات الإنسانية وتوجيه المدنيين في رفح إلى أجزاء أخرى من غزة.
وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أكد التزامه على التعامل مع هذه القضايا التي عرضتها واشنطن خلال زيارته للولايات المتحدة.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن المسؤول الدفاعي البارز، لم يكشف عن تفاصيل الاقتراحات الأمريكية بشأن بدائل العملية العسكرية الواسعة التي تعتزم تل أبيب شنها على رفح.
وذكرت الصحيفة، أن زيادة المساعدات الإنسانية تمثل أولوية للإدارة الأمريكية، ومن المتوقع أن يكون الممر البحري الذي تعمل واشنطن على إنشاءه جاهزًا خلال أسابيع قليلة، ولم يتضح بعد ما إذا كانت مباحثات أوستن وجالانت تضمنت خططًا عسكرية مفصلة.
وأكد المسؤول على تسلسل العمليات العسكرية والإنسانية وتعزيز الأمن على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر وعمليات الاستهداف الدقيقة لقادة حماس، مشيرًا إلى أن المحادثات بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح ستستمر.