طالبت بتعويضات.. العفو الدولية تتهم فيسبوك
كتبت- سلمى سمير:
يتعرض مسلمو الروهينجا في بورما لقمع ممنهج منذ ستينيات القرن الماضي من أجل الحصول على أبسط حقوقهم بدءًا من الاعتراف بهم كمواطنين لهم الحق في الحصول على كافة المميزات التي يتمتع بها أي مواطن في بلدهم.
وفي عام 2017 شن جيش ميانمار حملة تطهير عرقي بحق مسلمي الروهينجا قام فيها بحملة إبادة جماعية قُتل خلالها أكثر من 10 آلاف شخص واغتصبت العديد من النساء وأُحرقت قرابة 300 قرية بشكل كامل، ونزح حوالي 700 ألف شخص من منازلهم.
العفو الدولية تطلب تعويضات لمسلمي الروهينجا
وفي الذكرى السادسة لحملة التطهير العرقي التي شُنت ضد مسلمي الروهينجا، طالبت منظمة العفو الدولية شركة "ميتا" المالكة لشركة فيسبوك بضرورة دفع تعويضات فورية لمسلمي الروهينجا في بورما وذلك بعد اتهامات ضد فيسبوك بقيادة حملة تطهير عرقي ضد مسلمي الروهينجا، لعمليات القمع التي شنها جيش ميانمار وارتكب خلالها جرائم قاسية بحق المسلمين.
وقالت منظمة العفو الدولية إن الخوارزميات التي تستخدمها فيسبوك من أجل تحقيق أرباح عالية ساعدت على إثارة الكراهية والغضب ضد مسلمي الروهينجا وإجبارهم على الهجرة الجماعية من ميانمار من خلال تهيئة الظروف مشجعة للهجرة. وجاء ذلك من خلال تنديد بات دي برون، رئيس قسم مساءلة شركات التكنولوجيا الكبرى في المنظمة قائلا إن ما قامت به فيسبوك يظهر كواحد من أفظع الأمثلة على تورط إحدى شركات التواصل الاجتماعي في أزمة حقوق الإنسان.
وأضاف المسؤول أن خوارزميات فيسبوك الخطيرة، صممت لتحقيق الأرباح بأي ثمن وذلك من خلال المساهمة في أعمال العنف الجماعي في ميانمار وتهجير أكثر من نصف مسلمي الروهينجا، وذلك حسبما أفاد بيان المنظمة.
تهميش واضطهاد
ويعاني مسلمو الروهينجا من تهميش واضح في ميانمار بدءا من منعهم الحصول على التراخيص من أجل بناء المنازل والمساجد وترخيصها وترميمها أو حصول النساء على الرعاية الطبية اللازمة بعد الولادة الأمر الذي يجعل ظروف المعيشة هناك في غاية الصعوبة مما يدفع الكثيرين للهجرة الجماعية وسط ظروف محفوفة بالمخاطر أملا في الحصول على فرص لحياة آمنة. ويعيش نحو مليون من الروهينجا في ظروف قاسية في بنجلاديش بسبب نقص المساعدات الإنسانية لهم.
ونظم مسلمو الروهينجا احتجاجات الجمعة الماضية في منطقة كوكس بازار على الحدود بين ميانمار وبنجلاديش، بالتزامن مع اقتراب الذكرى السادسة لحملات قمع وحشية قادها جيش ميانمار ضد المسلمين، وتظاهر حوالي 30 ألف شخصً من مسلمي الروهينجا وأقاموا 12 مخيما في مناطق النازحين، للتذكير بعمليات القمع التي يتعرض لها المسلمين في ميانمار.
مسلمو الروهينجا يطلبون العودة لبلادهم
ويطالب مسلمو الروهينجا بضمانات من أجل العودة الآمنة والطواعية إلى بلادهم وليس فقط إلى مخيمات نزوح مغلقة كالتي عاشوا فيها في ثمانينات القرن الماضي حتى الآن. ويأتي هذا بالتزامن مع دعوة منظمة التعاون الإسلامي أمس إلى مضاعفة الجهود من أجل تهيئة الظروف المواتية لعودة مسلمي الروهينجا إلى ميانمار، وذلك بحسب ما أفاد بيان نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني.
وأكدت المنظمة التزامها برفع مسألة التحقيق فيما وصفته بالجرائم التي ارتكبها جيش ميانمار بحق مسلمي الروهينجا إلى محكمة العدل الدولية.