عالم الشخير: إنذار لصحتك!

الشخير: أكثر من مجرد إزعاج ليلي

هل تساءلت يومًا عن السبب وراء ذلك الصوت الغريب الذي يتسلل إلى أذنك أثناء الليل؟ الشخير ليس مجرد إزعاج يُوقظ الكثيرين من نومهم، بل هو قد يكون إشارة تحذيرية لمشكلة صحية خطيرة تهدد القلب. يحدث الشخير عندما تهتز الأنسجة الرخوة في الحلق خلال النوم، مما ينتج عنه ذلك الصوت المزعج الذي نعرفه جميعًا.

أسباب تفاقم الشخير

تزداد حدة هذه المشكلة عندما تضيق مجاري الهواء، مما يقلل من تدفق الهواء وقد يؤدي إلى انقطاع التنفس لفترات قصيرة. وفقًا لما ذكرته مجلة "نيو ساينتست"، يمكن أن يسبب الشخير ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات في ضربات القلب، وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. لذا، لا ينبغي إهمال هذه الظاهرة أو اعتبارها مجرد إحراج ليلي؛ فقد تكون بمثابة إنذار لمشكلة صحية مستقبلية.

الشخير وصحة القلب

الشخير ليس مجرد انقطاع في النوم، ولكنه قد يعكس حالة صحية أكثر عمقًا. إذا كنت تعاني من شخير بصوت عالٍ مع انقطاع متكرر للنوم، أو ترافقه أعراض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، فإن استشارة الطبيب تصبح ضرورة ملحة.

مدى انتشار الشخير

يقول داني إيكرت، مدير صحة النوم في معهد فليندرز للأبحاث الطبية في أستراليا: "إذا سألت شخصًا إذا كان يشخر أثناء النوم، فسيجيب: لا أعرف، فأنا نائم". وهذا يظهر أن الكثير من الناس ليس لديهم شريك في الفراش ليخبرهم عن ذلك. ومن خبرته، يوضح إيكرت أن الشخير منتشر بشكل واسع.

العوامل التي تؤدي إلى الشخير

وفقًا لموقع "ميد بارك هوسبيتال"، هناك عدة عوامل يمكن أن تساهم في ظهور الشخير، بدءًا من تشريح الفم والجيوب الأنفية، ووصولاً إلى العوامل البيئية مثل تناول الكحول، الحساسية، نزلات البرد، وزيادة الوزن.

على سبيل المثال، الأفراد الذين يعانون من ذقن صغير أو رقبة قصيرة أو حنك رخو سميك قد يواجهون تضيقًا في مجرى الهواء. كما أن اللهاة الطويلة، وهي الأنسجة المثلثة التي تبرز من الجزء الخلفي للحنك الرخو، يمكن أن تعيق تدفق الهواء وتزيد من الاهتزازات.

أيضًا، احتقان الأنف المزمن الناتج عن التهاب الأنف التحسسي أو انحراف الحاجز الأنفي يمكن أن يُعيق تدفق الهواء الطبيعي، مما يساهم في تفاقم الشخير. ولا ننسى أن قلة النوم تساهم أيضًا في استرخاء حلقك، مما يجعل الشخير أكثر وضوحًا.
أمي مدبلج الحلقة 43

النوم على الظهر: هل هو حقًا السبب؟

غالبًا ما يكون الشخير أكثر وضوحًا عندما تنام على ظهرك، حيث تعمل قوة الجاذبية على تضييق مجرى الهواء. ومن المعروف أن الرجال أكثر عرضة للشخير، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حيث يرتفع لديهم خطر الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم.

تضيق مجرى الهواء، سواء بسبب حجم اللوزتين أو اللحمية، يمكن أن يكون أحد الأسباب الرئيسية للشخير. كما أن التشوهات الهيكلية في مجرى الهواء، مثل انحراف الحاجز الأنفي أو احتقان الأنف المزمن، تزيد من احتمالية الشخير.

وأخيرًا، استهلاك الكحول يمكن أن يؤدي إلى استرخاء عضلات الحلق، مما يزيد من احتمالية الشخير. لذا، إذا كنت تُعاني من هذه المشكلة، فقد يكون من المفيد مراجعة عاداتك اليومية.