-

الرياضة تعالج آثار الأطعمة السريعة

(اخر تعديل 2025-11-02 07:16:35 )
بواسطة

دراسة جديدة: تأثير النشاط البدني على المزاج

كتبت- شيماء مرسي

أهمية النشاط البدني في مواجهة الوجبات السريعة

أظهرت دراسة حديثة من باحثين في كلية كورك الجامعية بإيرلندا أن ممارسة النشاط البدني يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية مذهلة على الأضرار التي تسببها الوجبات السريعة والأطعمة فائقة المعالجة. هذه الدراسة تلقي الضوء على كيفية تأثير الطعام الذي نتناوله على المزاج والإدراك والسلوك.

تصميم الدراسة وآثار النظام الغذائي

في إطار البحث، قام العلماء بتقسيم مجموعات من الفئران إلى مجموعات مختلفة، حيث تم وضع بعضها على نظام غذائي يعتمد على الوجبات السريعة لمدة شهرين، مما يحاكي نمط الحياة الغذائي الشائع في الولايات المتحدة. وقد أظهرت النتائج أن هذا النظام الغذائي غير الصحي أدى إلى تغييرات ملحوظة في البيئة الميكروبية للأمعاء، حيث تأثرت 100 نوع من أصل 175 من المركبات البكتيرية الموجودة في الأمعاء.

أهمية محور الدماغ والأمعاء

كما أظهرت الدراسة أن الاتصال بين الدماغ والأمعاء يعتبر عملية تواصل مستمرة ومعقدة، حيث تتفاعل فيها الأجهزة العصبية والجهاز الهضمي. بكتيريا الأمعاء تلعب دوراً مهماً في إنتاج مركبات تؤثر بشكل مباشر على المزاج ومستويات التوتر والإدراك.
سيوف العرب الحلقة 11

التمارين الرياضية: إعادة التوازن

أظهرت النتائج أن التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في إعادة توازن هذه المركبات الحيوية، مما يعيد الوظائف الطبيعية للدماغ التي تأثرت نتيجة سوء التغذية. وقد تم تقسيم الفئران إلى أربع مجموعات مختلفة: المجموعة التي تناولت نظاماً غذائياً صحياً دون ممارسة الرياضة، والمجموعة التي تناولت طعاماً غير صحياً دون ممارسة الرياضة، وأيضًا المجموعتين اللتين تناولتا نظاماً غذائياً صحياً أو غير صحي مع إمكانية ممارسة الرياضة.

نتائج مثيرة: الرياضة تعيد النشاط

الفئران التي تناولت غذاءً غير صحياً قضت وقتاً أطول في السباحة، مما يشير إلى شعورها بالاكتئاب. لكن الفئران التي تناولت غذاءً غير صحياً ومارست الرياضة عادت لتظهر نشاطاً وحيوية مشابهة لتلك التي كانت تحت نظام غذائي صحي. هذا التحسن لم يقتصر فقط على النشاط البدني، بل انعكس أيضاً على توازن ميكروبيوم الأمعاء.

نتائج إضافية حول النشاط البدني

أثبتت النتائج أن النظام الغذائي غير الصحي أدى إلى استنزاف ثلاثة مركبات حيوية تحمي الدماغ وتنظم المزاج وإنتاج السيروتونين. لكن التمارين الرياضية ساهمت في تنشيط هذه المركبات مرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت الرياضة على تنظيم مستويات الأنسولين واللبتين، مما ساهم في تحسين الصحة الأيضية والمزاج.

اختبارات القلق والذاكرة

أجرى الباحثون اختبارات للقلق والذاكرة المكانية، حيث أظهرت الفئران التي مارست الرياضة مسارات بحث أكثر كفاءة وفعالية. بينما اعتمدت الفئران التي كانت قليلة الحركة على مسارات عشوائية وغير فعالة، مما يبرز أهمية النشاط البدني في تحسين القدرات العقلية.

الخاتمة: أهمية الرياضة في الحياة اليومية

تعكس هذه الدراسة أهمية ممارسة الرياضة بشكل منتظم كجزء من نمط الحياة الصحي، خاصة في ظل انتشار الأطعمة السريعة والأغذية غير الصحية. لذا، يجب علينا جميعاً أن نكون واعين لأهمية النشاط البدني في حياتنا وكيف يمكنه أن يؤثر إيجابياً على صحتنا النفسية والجسدية.

المزيد من القراءة