-

تفاعل السوريين مع استشهاد القادة

(اخر تعديل 2024-10-22 16:16:29 )
بواسطة

تفاعل السوريين مع استشهاد القادة

في فترة عصيبة من تاريخ الصراع العربي، شهد العالم ردود فعل متباينة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، يحيى السنوار. حيث أبدى البعض في المنطقة العربية استنكارهم، بينما عبر آخرون في الغرب عن فرحتهم بهذا الحدث. لكن في سوريا، كان الوضع مختلفًا تمامًا.
الدم الفاسد الحلقة 7

حزن في سوريا ومظاهر الفرح في أماكن أخرى

استشهاد السنوار، الذي وقع يوم الخميس الماضي، حظي بتفاعل خاص بين السوريين، حيث كانت مظاهر الحزن واضحة في الشوارع والبيوت. على عكس ما حدث بعد مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت مقره في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كانت ردود الفعل في سوريا تعكس فرحة كبيرة.

أحمد النايف: فرحة لا توصف

أحمد النايف، شاب سوري مغترب في المملكة العربية السعودية، كان من بين أولئك الذين شعروا بالفرح الغامر عند سماعه خبر مقتل نصر الله. "لم أستطع النوم تلك الليلة، كنت في غاية الفرح، خاصة أنه ذاق الموت مثلما فعل مع السوريين"، هكذا عبر النايف عن شعوره عند تأكيد الخبر.

الانقسام بين التعاطف والكره

الكرhate الذي يشعر به النايف وآخرون تجاه حزب الله ونصر الله لم يكن ناتجًا عن فراغ، بل جاء بعد تجارب مؤلمة عاشوها. فقد استشهد ثلاثة من أبناء عمومته على يد قوات الحزب خلال الحرب، مما زاد من مشاعر الغضب والكراهية. "كان أبناء عمومتي من بين من تم اعتقالهم وإعدامهم بشكل ميداني"، يروي النايف بأسى.

الذكرى الأليمة للانتفاضات

قبل 12 عامًا، انطلقت مظاهرات في مدينة القصير غربي سوريا، تطالب برحيل الأسد. ورغم أن أبناء عم النايف لم يشاركوا في تلك المظاهرات، إلا أنهم دفعوا ثمن تلك الاحتجاجات بدمائهم، حيث كانت تلك المنطقة تمثل إحدى أكثر المناطق التي تعرضت للقمع.

احتفالات في الشمال السوري

في الوقت الذي كانت فيه بعض المدن السورية تحتفل بمقتل نصر الله، كانت مدينة إدلب تشهد حفل عزاء لاستشهاد يحيى السنوار. وضع الحضور العلم الفلسطيني ورفعوا شعارات دعم للمقاومة، مؤكدين على تضامنهم مع القضية الفلسطينية واعتبار السنوار رمزًا من رموز النضال.

تغير نظرة السوريين تجاه حزب الله

يتفق العديد من السوريين، بما فيهم النايف، على أن حزب الله قد غيرت صورته من حزب مقاوم إلى ذراع إيراني داعم للنظام السوري. "الناس بدأوا ينظرون إلى الحزب كحزب الشيطان"، كما وصف النايف. بينما كان الحزب يحظى بدعم شعبي كبير خلال حرب عام 2006، أصبح اليوم موضع كراهية بسبب تصرفاته في سوريا.

ذكريات مؤلمة

لم تتوقف الكراهية عند هذا الحد، فالكثير من السوريين لم ينسوا تصريحات نصر الله التي دعت النازحين السوريين للعودة إلى بلادهم، مع العلم أن الكثيرين منهم فروا من القتل والإبادة.

الخاتمة

تظل الآثار النفسية والاجتماعية لهذا الصراع حية في ذاكرة السوريين، حيث تتجسد مشاعر الفرح والحزن في تفاعلهم مع الأحداث الجارية. تبقى الأسئلة مطروحة حول مستقبل المقاومة وحقيقة التوجهات السياسية في المنطقة.