-

الخلافات تتعمق بين بايدن ونتنياهو.. كيف تفكر

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- محمد صفوت:

مع استمرار الحرب في غزة وتعقد المفاوضات الهادفة إلى وقف إطلاق النار وزيادة تدفق المساعدات إلى القطاع، تتسع الفجوة بين الحلفين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

التوترات بين بايدن ونتنياهو التي طفت إلى السطح، جاءت بعد جهود خفية بذلتها الإدارة الأمريكية لكبح جماح العدوان الإسرائيلي على القطاع ومحاولة البدء في هدنة خاصة في شهر رمضان، وزيادة تدفق المساعدات إلى القطاع.

وكشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، عن تفكير الإدارة الأمريكية حاليًا في محاولاتها للضغط على نتنياهو وطريقة إدارته للحرب.

وكان الرئيس الأمريكي، انتقد نتنياهو، علنًا خلال لقاء تلفزيوني مطلع الأسبوع الجاري، قائلاً إنه يلحق الضرر باسرائيل بعدم بذل المزيد من الجهد لتجنب مقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة وبطريقة إدارته للحرب، في ظل اتساع هوة الخلاف بين الزعيمين، مضيفًا أن إسرائيل تفقد الدعم على مستوى العالم.

وأكد بايدن خلال اللقاء التلفزيوني على شبكة "إم.إس.إن.بي.سي" (MSNBC)، أنه على استعداد لعرض موقفه مباشرة على الكنيست الإسرائيلي لمناشدة الجمهور الإسرائيلي مباشرة فيما يتعلق بمخاوفه بشأن طريقة إدارة الحرب. لكنه تراجع بعد يوم من اللقاء مؤكدًا أنه ليس لديه أي خطط لإلقاء كلمة أمام "الكنيست".

ونقلت "بوليتيكو" عن 4 مسؤولين أمريكيين مطلعين، قولهم إن الإدارة الأمريكية تفكر حاليًا، في اتخاذ إجراءات في حالة شرعت إسرائيل في خططها لغزة مدينة رفح.

وكشف المسؤولون الأمريكيون، عن أن إدارة بايدن تفكر في فرض شروط على المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي لم يتخذ أي قرار بشأن الحد من عمليات نقل الأسلحة في المستقبل لكنه قد يفعل ذلك إذا شنت إسرائيل عملية جديدة تعرض المدنيين الفلسطينيين إلى الخطر.

وفي المقابلة التي أجريت مع بايدن مؤخرًا أكد أن التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح جنوبي غزة سيكون "خطا أحمر" بالنسبة لنتنياهو، لكنه سرعان ما تراجع عن ذلك قائلاً إنه لا يوجد خط أحمر و"لن أتخلى عن إسرائيل قط"، مضيفًا أنه لن يتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة مثل صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية التي تحمي المدنيين الإسرائيليين من الهجمات الصاروخية في المنطقة.

وأكد أحد المسؤولين لـ "بوليتيكو" أن بايدن يفكر حاليًا في مستقبل الأسلحة إلى إسرائيل.

استخدمت إدارة بايدن مجموعة من التكتيكات الدبلوماسية للتأثير على إسرائيل، ويمكن أن يكون التحرك نحو فرض شروط على المساعدات وسيلة أخرى لحمل إسرائيل على تغيير تفكيرها بشأن حملة واسعة النطاق على رفح.

وعلقت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في لـ"بوليتيكو" على تقرير الصحيفة، قائلة: "لن نعلق على تكهنات مصادر مجهولة أو نضيف إلى ما قاله الرئيس في نهاية هذا الأسبوع".

وتشير "بوليتيكو" إلى تصريحات نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض أوليفيا دالتون، عن سؤالها عن استعداد بايدن لربط المساعدات العسكرية بالإجراءات الإسرائيلية المستقبلية، حيث أجابت قائلة، إن بايدن يعتقد أن هناك أساليب أخرى اتخذناها ونتخذها وهي أكثر فعالية.

واستطردت في إجابتها، قائلة إنها لا تعتقد أنه من المفيد تخصيص مصطلح "الخط الأحمر" لمجموعة معقدة للغاية من السياسات"، مضيفة: "لقد رأيتم الرئيس يتحدث بصوت عالٍ وصريح للغاية بشأن ما نفكر فيه بشأن الوضع على الأرض وما يجب أن يحدث من هنا".

تعلق أستاذة سياسات الشرق الأوسط في كلية اليجيني شانا كيرشنر، لـ "بوليتيكو" قائلة، إن الإدارات الأمريكية السابقة جعلت المساعدات العسكرية لإسرائيل مشروطة بالخلافات السياسية، مؤكدة أن استمرار الوضع الحالي يدفعنا للتفكير بهذه الطريقة.

مع استمرار الخلافات بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو، يواصل الأخير تصريحاته عن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، وصرح في حوار لـ"بوليتيكو" الأسبوع الماضي، أن العملية العسكرية في رفح ستتم رغم تحذيرات الرئيس الأمريكي، مضيفًا: "سنذهب إلى هناك، كما تعلمون لدى خط أحمر"، مواصلاً حديثه بالقول: "هل تعرف ما هو الخط الأحمر؟ إن السابع من أكتوبر لن يتكرر مرة أخرى".

وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي، لـ "بوليتيكو" أن غزو رفح ليس وشيكًا، مشيرًا إلى أن هناك حاجة لإجلاء المدنيين وتجهيز القوات قبل بدء العملية العسكرية، مؤكدًا استحالة بدء العملية حاليًا حتى لو أعطى نتنياهو الأوامر بذلك.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي خامس، قوله، إن إسرائيل لم تشارك بعد مع الإدارة الأمريكية، خط ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ لحماية المدنيين في رفح.

ويرجح خبراء في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، أن التأخير قد يساعد حماس التي تستخدم الأنفاق والوقت لصالحها، ويشيرون إلى أن إسرائيل تحولت بالفعل إلى عمليات عسكرية أقل كثافة وأكثر دقة، بما في ذلك الدخول إلى الأنفاق لقتل أو اعتقال نشطاء حماس.

يواجه بايدن ضغوطات داخلية قبل الانتخابات الرئاسية 2024، ويُعد وقف القتال أمرًا حيويًا بالنسبة له حيث يتعامل مع رد فعل سياسي حاد من التقدميين، الذين دعوا إلى وقف دائم لإطلاق النار وزيادة المساعدة للفلسطينيين في غزة.

وسافر كبار المسؤولين في إدارة بايدن إلى ولاية ميشيجان للقاء عدد كبير من العرب والمسلمين الأمريكيين في الولاية لمناقشة سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب، بهدف تهدئة المخاوف التقدمية والمؤيدة للفلسطينيين في الولاية، حيث صوت أكثر من 100 ألف شخص "غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية.