تأثير سرعة الأكل على القلق والتوتر
تُشير الدكتورة مارينا ديجيكيا، أخصائية طب الأعصاب، إلى أن نمط الحياة السريع الذي نعيشه اليوم يدفع الكثيرين إلى تناول الوجبات السريعة بشكل عشوائي وسريع، مما يساهم في رفع مستويات القلق والتوتر لديهم. فهل تساءلت يومًا عن كيفية تأثير عاداتنا الغذائية على صحتنا النفسية؟
غرفة لشخصين الحلقة 9
العلاقة بين سرعة الأكل والحالة النفسية
توضح ديجيكيا أن هناك علاقة وثيقة بين سرعة تناول الطعام والحالة النفسية، ويُعزى ذلك إلى محور الدماغ والأمعاء. حيث تحتوي الأمعاء على ملايين الخلايا العصبية، مما يجعلها تُعرف بـ"الدماغ الثاني". عند تناول الطعام بسرعة، يحدث اضطراب في عملية الهضم، وترسل الأمعاء إشارات غير منتظمة إلى الدماغ، مما يزيد من الإحساس بالتوتر.
كيف يؤثر تناول الطعام بسرعة على الجسم؟
تؤكد ديجيكيا أن عملية الهضم تبدأ من الفم، حيث يُعدّ المضغ الجيد بمثابة التحضير للجهاز الهضمي. فابتلاع اللقم الكبيرة بشكل سريع يُفاجئ الجهاز الهضمي، كما أن السرعة تؤدي إلى خداع إشارات الشبع، التي قد تتأخر حوالي 10 إلى 20 دقيقة. وهذا يعني أننا قد نستهلك كميات أكبر من الطعام، مما يُسبب شعورًا بالثقل والانتفاخ، الذي يُفسّره الجسم كتوتر.
ارتفاع مستويات السكر في الدم
علاوة على ذلك، تؤدي سرعة تناول الطعام إلى ارتفاع سريع في مستويات سكر الدم، خصوصًا عند تناول الكربوهيدرات، مما يُسبب تقلبات تؤدي إلى العصبية ونوبات الهلع.
فوائد تناول الطعام ببطء
تشير الطبيبة إلى أن تناول الطعام ببطء وبوعي يساعد في:
- تنشيط الجهاز الباراسمبثاوي وتحويل التوتر إلى استرخاء وهضم أفضل.
- خفض مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر.
- تعزيز اليقظة الذهنية والانتباه لإشارات الجوع والشبع، مما يخفف من دوامة القلق.
خطوات بسيطة لتعلم الأكل ببطء
تقترح الدكتورة ديجيكيا أربع خطوات بسيطة لمساعدتك في تعلم كيفية تناول الطعام ببطء:
- أخذ نفس عميق قبل البدء في تناول الطعام.
- إبعاد الأجهزة الإلكترونية والتركيز على الطعام فقط.
- مضغ كل لقمة من 20 إلى 30 مرة.
- وضع أدوات الطعام جانبًا بعد كل لقمة لإبطاء الوتيرة.
تحويل تناول الطعام إلى لحظة استرخاء
وتختتم الدكتورة ديجيكيا بأن تحويل تناول الطعام من مجرد مهمة روتينية إلى لحظة استرخاء يومية يمكن أن يجعل وجبة الغداء مساحة للسكينة. ويمكن أن يُحسن عملية الهضم ويقلل من مشاعر القلق خلال 20 إلى 30 دقيقة فقط.