تأثير البيئة على تسارع الشيخوخة
في دراسة رائدة نشرت في مجلة "نيتشر ميديسين"، قدم فريق من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بقيادة الأستاذ محمد سلامة، رؤى جديدة حول تأثير العوامل البيئية والاجتماعية على عملية الشيخوخة. الدراسة التي شملت 161,981 مشاركًا من 40 دولة، تسلط الضوء على كيفية تسريع التلوث، وعدم المساواة الاجتماعية، وضعف المؤسسات الديمقراطية لعملية الشيخوخة.
الفجوات العمرية البيولوجية السلوكية
يقدم البحث مقياسًا جديدًا للشيخوخة المتسارعة يعرف باسم الفجوات العمرية البيولوجية السلوكية (BBAGs). هذه الفجوات تمثل الفرق بين العمر الفعلي للفرد والعمر المتوقع بناءً على صحته وإدراكه وتعليمه وعوامل الخطر المرتبطة بصحته.
التحليل البيئي والاجتماعي
قام فريق البحث، الذي ضم خبراء من مختلف أنحاء العالم، بتحليل تأثير العوامل البيئية والاجتماعية والسياسية على شيخوخة الدماغ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والنمذجة الإحصائية. وأظهرت النتائج أن العيش في بيئة غير صحية يمكن أن يؤدي إلى تسريع شيخوخة الدماغ وزيادة خطر التدهور المعرفي.
آراء الباحثين
قال محمد سلامة إن التنوع في البحث العلمي لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة لفهم المخاطر والتحديات التي تواجه صحة الدماغ. وبهذا، يسهم الفريق في تحسين الفهم العالمي لمحددات الشيخوخة الصحية في مصر.
وأشار أوجستين إيبانز، المؤلف المراسل للدراسة، إلى أهمية عدم اعتبار صحة الدماغ مسؤولية فردية بحتة، بل يجب معالجة القضايا في سياق البيئة والتحديات العصبية.
نتائج الدراسة
تُظهر الدراسة أن العوامل الهيكلية، مثل التلوث واللامساواة، تلعب دورًا كبيرًا في تسريع عملية الشيخوخة. كما يبرز هيرنان هيرنانديز، المؤلف الأول للدراسة، أن الظروف البيئية والسياسية تؤثر بشكل مباشر على صحة الأفراد.
استنتاجات مهمة
تُعيد هذه الدراسة تعريف الشيخوخة الصحية كظاهرة متأثرة بالبيئة الاجتماعية والسياسية. لذا، يجب أن تتجاوز استراتيجيات الصحة العامة مجرد تقديم نصائح نمط الحياة، لتشمل معالجة أوجه عدم المساواة الهيكلية.
يحذر هيرناندو سانتاماريا جارسيا من أن الحكومات يجب أن تتخذ إجراءات عاجلة لإعادة تشكيل البيئات من خلال تقليل التلوث وتعزيز الديمقراطية، حيث أن هذه العوامل تؤثر بشكل عميق على صحة الأجيال القادمة.
بارينيتي الحلقة 66
دعوة للتحرك
تشير الدراسة إلى أنه لتعزيز الشيخوخة الصحية وتقليل خطر الإصابة بالخرف، يجب التدخل في المناطق التي تعاني من عدم المساواة، حيث تؤثر السياسات والبيئات على جودة حياة الأفراد.
في الختام، فإن فهم كيفية تأثير البيئة على الشيخوخة ليس مجرد ضرورة علمية، بل هو أيضًا مسؤولية اجتماعية وصحية تتطلب اهتمامًا جماعيًا.
اقرأ أيضاً: