تصعيد النزاع الإيراني الإسرائيلي وأهمية فوردو
تصعيد النزاع الإيراني الإسرائيلي وأهمية فوردو
في خطوة قد تشير إلى اتساع نطاق النزاع القائم بين إيران وإسرائيل إلى مستوى صراع إقليمي أوسع، قام الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بالإعلان عن تنفيذ هجوم شامل استهدف منشآت نووية إيرانية، بما في ذلك المنشأة المعروفة باسم "فوردو"، التي تُعتبر واحدة من الركائز الأساسية في البرنامج النووي الإيراني.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31
تفاصيل الهجوم على منشأة فوردو
تم الإعلان عن هذا الهجوم عبر منشور على حساب ترامب في منصة "تروث سوشيال"، حيث ذكر أن الطائرات الحربية أسقطت حمولة كاملة من القنابل على المنشأة الرئيسية في فوردو، مؤكدًا أن العملية تمت بنجاح وأن جميع الطائرات عادت بسلام إلى قواعدها. اختتم ترامب منشوره بجملة تحمل في طياتها دعوة للسلام، حيث قال: "الآن هو الوقت المناسب للسلام".
ما هو موقع فوردو لتخصيب الوقود؟
تقع منشأة "فوردو" قرب مدينة قُم، شمال طهران، وتُعتبر من أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصينًا وسرية. تم إنشاؤها داخل عمق جبل في سلسلة جبال ألبرز، على بُعد حوالي 32 كيلومترًا جنوب قُم، ويصل عمقها إلى نحو 100 متر تحت الأرض، مما يجعل استهدافها أمرًا بالغ الصعوبة حتى باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات.
تحصينات المنشأة وأهدافها الاستراتيجية
صُممت منشأة فوردو لتحمل أي هجمات جوية أو عمليات عسكرية، لتكون بمثابة معقل استراتيجي في قلب المشروع النووي الإيراني. تم بناء المنشأة بسرية تامة في أوائل الألفية، ولم يُكشف عنها إلا في عام 2009 عندما أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عن اكتشافها، متهمة إيران بإخفاء موقع ثانٍ لتخصيب اليورانيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الجدل حول الأغراض النووية الإيرانية
على الرغم من تأكيد طهران أن المنشأة مخصصة لأغراض سلمية، خاصة إنتاج الوقود لمحطات الطاقة والبحث النووي، فإن موقعها المحصن وطريقة بنائها أثارت العديد من الشكوك الدولية حول وجود أهداف عسكرية محتملة. تضم المنشأة آلاف أجهزة الطرد المركزي، ويُقدر أن أكثر من 2000 جهاز من طراز "IR-6" المتطور يعمل بها حاليًا، مما يمنح إيران القدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة جدًا من الحد المطلوب لصنع سلاح نووي (90%).
تأثير الاتفاق النووي على أنشطة التخصيب
بموجب الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عام 2015، وافقت إيران على وقف أنشطة التخصيب في "فوردو" وتحويلها إلى مركز أبحاث. ومع ذلك، استأنفت إيران نشاطها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 خلال ولاية ترامب. منذ ذلك الحين، شهدت معدلات التخصيب ارتفاعًا ملحوظًا، مما أثار مخاوف دولية متزايدة من اقتراب إيران من "الاختراق النووي"، أي القدرة على تصنيع سلاح نووي في فترة زمنية قصيرة.
أهمية فوردو في البنية التحتية النووية الإيرانية
تتمثل أهمية "فوردو" في كونه واحدًا من أعقد وأعمق المواقع في البنية التحتية النووية الإيرانية، كما يُعتبر خيارًا بديلًا في حال تعرضت منشآت أخرى مثل "نطنز" للهجمات أو التدمير. إن استمرار الأنشطة النووية في فوردو يظل نقطة حساسة في العلاقات الإقليمية والدولية، مما يضيف المزيد من التعقيد إلى المشهد الجيوسياسي في المنطقة.