صفقة غزة.. انقسام جديد في الموقف الإسرائيلي حول
كتبت- سلمى سمير:
في الوقت الذي توالت فيه التصريحات المتفاوتة في التفاؤل بإمكانية الوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، خرجت حركة المقاومة الإسلامية حماس برد على مقترح الهدنة المؤقتة الذي وضعه الوسطاء في سبيل الوصول إلى صفقة تبادل أسرى.
رد حماس
وقعت مسألة دوام أو محدودية وقف إطلاق النار كفجوة داخل الاتفاق الحالي حيث خرج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الأحد، ليؤكد تمسك الحركة بالوصول إلى اتفاق "شامل" ينهي بشكل دائم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو ما جاء على عكس ما تحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حين قال إنه لن يقبل بأن يكون هناك انتهاء للحرب الدائرة في غزة بموجب الاتفاق الحالي.
وبينما أكد هنية، خلال بيانه، أن موقف وفد الحركة المُرسل إلى القاهرة يحمل في طياته ردًا إيجابيًا ومرونة للتفاوض، لكنه شدد على أن وقف الحرب يمثل ضرورة للمقاومة الفلسطينية.
وفي الوقت الذي يستمر فيه نتنياهو، باتهام الحركة بالتعنت والتمسك بشروط "مستحيلة"، اتهم هنية نتنياهو بالسعي لعرقلة المباحثات الدائرة باستمراريته في اختراع مبررات هدفها إفشال المفاوضات وتوسيع دائرة الحرب، بحد تعبيره.
نتنياهو
منذ الوقت الذي أعلنت فيه حماس أنها ستدرس مقترح التهدئة الذي تقدم به الوسطاء وتضمن في طياته وعودًا أمريكية بمناقشة مسألة الوقف الدائم لإطلاق النار شريطة تسليم جميع الأسرى، سبق نتنياهو أي رد بالتأكيد على مسألة محدودية وقت وقف إطلاق النار، بالتشديد على مسألة استمرارية الحرب في غزة من أجل تحقيق الأهداف المعلنة (القضاء على حماس)، وهو ما كرره اليوم أيضًا.
صرح نتنياهو، خلال تصريحاته اليوم، بأن قبول شروط حركة حماس خلال المباحثات الجارية يعني "هزيمة نكراء"، وهو ما لن يخضع له في سبيل عودة الأسرى، زاعمًا في الوقت ذاته أن مواقف حماس "المتطرفة" هي ما تعيق رغبته في التوصل إلى اتفاق من أجل عودة الأسرى.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل لن تقبل بمطالب حركة حماس الحالية، مضمنًا 3 أمور يراها مستحيلة؛ وهي: إنهاء الحرب وبقاء حماس في السلطة وسحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وبينما تبلورت الصفة التي سيتسم بها وقف إطلاق النار كمعضلة تحتاج إلى حلحلة، كان مسؤول كبير في حركة حماس قد أكد في تصريح سابق، أمس السبت، أن الحركة لن تقبل إلا بوقف دائم لإطلاق النار.
آمال وضغوطات
بينما ظهر تصريح نتنياهو اليوم كرد مثبط لأي نجاح مأمول من الاتفاق الجاري، وإن كان اجتماع كبار قادة الأمن الإسرائيلي قد كشف عكس ذلك، من خلال الحديث عن تحول واضح في الموقف الإسرائيلي تجاه صفقة تبادل الأسرى.
جاء موقف الاجتماعي الأمني الذي حضره وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت ورؤساء هيئة الأركان والشاباك والموساد ومسؤول ملف المفاوضات، مشددًا على أن عودة الأسرى المحتجزين في غزة تمثل أولوية لا يعلوها شيء آخر، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
بُرر ذلك التحول في الموقف الإسرائيلي، خسارتان لحقتا بالإدارة الإسرائيلية؛ أولهما الدعم الأمريكي والذي حذر علانية من مسألة اجتياح رفح عسكريًا "لعواقبه على المدنيين"، وثانيهما خسارة الشارع الإسرائيلي الذي يعاني من حالة تفكك إثر تظاهرات يومية تطالب نتنياهو بعدم تغليب مصالحه السياسية والموافقة على الاتفاق الحالي.
وأكد قادة الاجتماع، أن عودة الأسرى المحتجزين، ستقابلها عودة الفلسطينيين النازحين إلى منازلهم شمال قطاع غزة دون شروط أخرى، إضافة إلى الانسحاب من محور نتساريم، مشددين على وصول الحرب الدائرة إلى طريق مسدود لا تحقق فيه تل أبيب أي مكاسب.
وبرزت تعدد جبهات الحرب كأداة ضغط على إسرائيل من أجل إنهاء الحرب في غزة، بحسب القادة الأمنيين، الذين أعربوا عن رغبتهم في تهدئة جبهة الحرب في الشمال مع حزب الله اللبناني وهو ما لن يتمكنوا منه لحين تهدئة الأمور في غزة.