شبح تشيرنوبل.. سيناريوهات مرعبة لهجوم محتمل على
كتب- محمد صفوت:
عادت الاتهامات بشأن الهجوم المحتمل على محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا إلى الواجهة مرة أخرى، وسط تقارير استخباراتية أوكرانية وروسية بشأن احتمالية وقوع حادث في المحطة التي تسيطر عليها روسيا. وتضج وسائل الإعلام في البلدين المتحاربين بأنباء تنذر بقرب وقوع كارثة في المحطة النووية.
الرئيس الأوكراني فلودومير زيليسنكي أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في محادثة هاتفية، أن روسيا تستعد لـ "استفزازات خطيرة" في محطة زابوريجيا النووية.
وقال زيلينسكي إن روسيا تخطط "لتصوير وقوع هجوم على المحطة. أو قد يكون لديهم نوع آخر من السيناريوهات" واعتبر أن مصدر الخطر الوحيد على المحطة النووية هو روسيا.
يشار إلى أن الرئيس الأوكراني، قال في 22 يونيو الماضي، إنه تبادل معلومات مع شركاء بينهم الولايات المتحدة وأوروبا والصين والبرازيل والهند، حول هجوم محتمل على المحطة النووية التي تسيطر عليها روسيا. قائلًا: "هذه المرة لا ينبغي أن تكون مثل كاخوفكا" في إشارة إلى السد الكهرمائي الذي فجرته موسكو في يونيو الماضي.
أوكرانيا تتهم روسيا بتلغيم المحطة
في معرض الاتهامات التي وجهتها كييف لموسكو، أصدر الجيش الأوكراني بيانًا عن "بيانات عمليات" ادعى فيه أن روسيا وضعت عبوات ناسفة على المفاعلين الثالث والرابع بالمحطة النووية أمس الثلاثاء، مشيرًا إلى احتمالية وقوع حادث "في المستقبل القريب".
وزعم أن العبوات الناسفة لن تلحق ضررًا في المفاعلات، لكنها ستخلق صورة لقصف المحطة من الجانب الأوكراني". في إشارة إلى أن روسيا تخطط لتنفيذ خدعة بقصف أوكراني للمحطة.
ولم يقدم زيلينسكي ولا الجيش الأوكراني أي دليل أيضا على ذلك.
موسكو تكشف موعد الهجوم المحتمل
ردت موسكو على الاتهامات الأوكرانية، بمزاعم استعداد كييف بالتخطيط لهجوم على المحطة التي تسيطر عليها القوات الروسية، وهي أكبر منشأة نووية في أوروبا تضم ستة مفاعلات نووية.
وقال مستشار رئيس شركة روزنرجواتوم التي تشغل الشبكة النووية الروسية رينات كارشا، في لقاء تلفزيوني مع قناة "روسيا 24" إن أوكرانيا خططت لتسقط على المحطة ذخيرة مزودة بنفايات نووية نقلتها من إحدى المحطات النووية الخمس التي تمتلكها.
وزعم كارشا، أن أوكرانيا ستنفذ هجومها المحتمل على المحطة النووية ليل 5 يوليو، قائلاً: "في عتمة الظلام في ليلة 5 يوليو، سيحاول الجيش الأوكراني الهجوم على محطة زابوريجيا باستخدام أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى وطائرات مسيرة مفخخة من طراز (كاميكازي) ".
وقال إن قادة أوكرانيا بحثوا خلال اجتماع ميداني عقد في محطة ريفنا الكهروذرية، خطط لشن الهجوم المحتمل وبحثوا سيناريوهات الوضع المحتمل في منشأة التخزين الجاف للوقود النووي المستهلك في محطة زابوريجيا الكهروذرية.
وتابع أنه وردته تلك المعلومات وأنه مفوض للإدلاء بها. لكنه لم يقدم أيضًا أي دليل يدعم هذا الزعم.هنا
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، وصف تهديدات قادة كييف بشن عمليات تخريبية في محطة زابوريجيا النووية بالـ"مرتفعة والخطيرة للغاية" التي يمكن أن تتسبب بعواقب كارثية. قائلاً: "الوضع متوتر للغاية. التهديد بشن عمليات تخريبية من قبل نظام كييف خطير ومرتفع للغاية. ويمكن أن يؤدي التخريب إلى عواقب كارثية".
منذ سيطرت روسيا على المحطة النووية الأكبر في أوروبا تتعرض المناطق المحيطة بها لقصف مستمر ما ينذر بحدوث كارثة نووية وسط مخاوف من تكرار مأساة تشيرنوبل التي وقعت في أوكرانيا عام 1986.
خلال الأشهر الماضية تبادل الطرفان الاتهامات بشأن الاستفزازات النووية إلا أن الأيام الماضية تصاعدت حدة تلك الاتهامات التي زعمت بعضها أنها تستند لتقارير استخباراتية.
سيناريوهات الكارثة النووية
الجمعة الماضية، دق رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، ناقوس الخطر خلال حوار مع صحيفة "نيو ستيتسمان"، قائلاً إن روسيا أنهت الاستعدادات لشن هجومها على المحطة النووية، زاعمًا أن قرار تفجير محطة زاباروجيا النووية اتخذ بالفعل.
وأكد بودانوف، في حواره أنه واثق من معلوماته قائلاً: "واثق من أن الخطة تمت صياغتها والموافقة عليها" بالكامل وأن العنصر الوحيد المفقود هو الأمر بالمضي قدمًا، اعتمادًا على الظروف العسكرية"
وزعم أن روسيا نقلت عربات مفخخة إلى 4 مفاعلات من أصل 6 في المحطة النووية، كما تم تلغيم بحيرة التبريد الخاصة بالمحطة، مشيرًا إلى أنه بدون تبريد المحطة يمكن أن تذوب الفاعلات النووية (كما حدث في حادث تشيرنوبل) موضحًا أنه يمكن استخدام وسائل تقنية لتسريع حدوث الكارثة.
وقال إن القوات الروسية قللت من وجودها في المصنع وأن الموظفين الأوكرانيين الذين بقوا في المصنع ووقعوا عقودًا مع روساتوم طُلب منهم الإخلاء ويفضل أن يكون ذلك إلى شبه جزيرة القرم.
توقع بودانوف، سيناريوهان للحادث النووي المزعوم، قائلاً إن السيناريو الأول سيكون تفجير المحطة النووية إذا تم طرد القوات الروسية من الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، ستنشئ روسيا بعد ذلك منطقة دمار وإقصاء كوسيلة لمنع أوكرانيا من التقدم. قد تكون الاستراتيجية أيضًا بمثابة تهديد بعدم مهاجمة المواقع الروسية.هنا
السيناريو الثاني يتضمن استخدام روسيا لكارثة نووية "كإجراء وقائي" على حد تعبير بودانوف. الهدف في هذه الحالة هو وقف هجوم أوكرانيا قبل أن يبدأ وتجميد خط الاتصال كما هو موجود. إذا اقتنعت روسيا بأنها لا تستطيع إيقاف تقدم أوكرانيا في هجومها المضاد بأي طريقة أخرى، فإنها ستعمل على تنشيط ما أسماه زيلينسكي في خطابه "هجومًا إرهابيًا مع تسرب إشعاعي".
صحيفة "الجارديان" البريطانية تحدثت مع عمال سابقين في المحطة بشأن تلك السيناريوهات المحتملة، وأكد كبير المهندسين السابقين أوليكسي كوفينييف، صعوبة إتلاف المفاعلات، مضيفًا أنه من الممكن تفجير بحيرة التبريد الصغيرة التي تقوم بتبريد المفاعلات مما قد يتسبب في انهيار نووي جزئي مماثل لحادث جزيرة ثري مايل في عام 1979 في الولايات المتحدة. وقال إنه في هذا السيناريو سيتم احتواء معظم الإشعاع ولكن إذا تم فتح قنوات التهوية، يمكن إطلاق الإشعاع.
السكان يستعدون للكارثة
الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تدخلت للتحقق من تلك المعلومات بشأن تلغيم المحطة النووية، ونفت يوم السبت تلك المعلومات، مؤكدة أن فريقها المتمركز بشكل دائم في المحطة لم يلحظ حتى الآن أي علامات على استخدام الألغام في زاباروجيا من قبل القوات الروسية وأنها تأخذ "كل هذه التقارير على محمل الجد".
في المدن المجاورة للمحطة النووية، يستعد السكان المحليون للكارثة وتم توزيع أقراص اليود عليهم تحسبًا لحدوث إشعاعات نووية، كما تستعد مرافق الصحة لأسوأ الحالات. وقال مسؤولون محليون إنه تم بالفعل عقد ثلاث جولات تدريبية في حالة استهداف محطة الطاقة النووية.هنا
ونشرت وسائل إعلام أوكرانية مواد دعائية تحذيرية للمواطنين، بينها مقطع فيديو يحمل أصوات تحذيرية قائلة: "إذا سمعت هذه الأصوات، قم بتشغيل التلفزيون والراديو وانتظر المزيد من المعلومات"، كما شملت الفيديوهات كيفية التعامل مع الكوارث النووية.هنا
وأجرت أوكرانيا خلال الأسبوع الجاري تدريبات واسعة على بعد حوالي 30 ميلاً من المصنع لإعداد خدمات الطوارئ حول كيفية التعامل مع كارثة نووية محتملة، وشملت التدريبات محاكاة تطهير الناس من الإشعاع أثناء الإخلاء.
قال المسؤول الصحي في المدينة تاراس تيشينكو، لصحيفة "إندبندنت" إنه ستتم عملية إخلاء واسعة النطاق للمنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية المحيطة بالمحطة النووية ستبدأ في غضون 15 دقيقة من التقارير الأولى عن وقوع انفجار.هنا