أثر الغضب على صحتك الجسدية والنفسية

كتبت: نورهان ربيع

يعتبر الغضب من المشاعر السلبية التي تؤثر بشكل كبير على الصحة البدنية والنفسية للإنسان. إذ أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتعاملون مع مشاعر الغضب بشكل متكرر وبسرعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدد من الأمراض المختلفة. في المقابل، فإن الشخص الذي يمتلك القدرة على التحكم في غضبه وتوجيه انفعالاته بشكل صحيح يتمكن من تجنب العديد من المشكلات الصحية والنفسية.

تتسبب لحظات الغضب في تغييرات ملحوظة في جسم الإنسان، وفي هذا المقال سنتناول بالتفصيل تأثير الغضب على الصحة، كما ورد في موقع everydayhealth.

1- تأثير الغضب على صحة القلب

عند الشعور بالغضب، يبدأ الجسم في إفراز هرمونات التوتر، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة القلب مع مرور الوقت. الأبحاث تظهر أن مشاعر الغضب تؤدي إلى تغييرات في وظيفة القلب، مما يضعف قدرة العضلة على ضخ الدم بفاعلية. هذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما توصلت الدراسات إلى أن الغضب الشديد مرتبط بارتفاع خطر الوفاة بسبب أمراض القلب التاجية.

2- الغضب وزيادة خطر النوبات القلبية

تشير الأدلة إلى أن الغضب يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. حيث أظهرت الأبحاث أن النوبات القلبية قد تتضاعف أكثر من مرتين في غضون ساعتين بعد نوبة غضب شديدة. هذا يدل على ضرورة التعامل بحذر مع مشاعر الغضب لتجنب المخاطر الصحية.

3- الغضب وتأثيره على الهضم

تؤكد الدراسات أن هناك تواصل دائم بين الدماغ والأمعاء، وأن الغضب يمكن أن يؤثر سلبًا على عملية الهضم. عندما يدخل الجسم في حالة من القتال أو الهروب، يمكن أن تتعطل عملية الهضم. التوتر المتزايد قد يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة في الجهاز الهضمي، مثل آلام البطن واضطرابات المعدة والإسهال. على المدى الطويل، يرتبط التوتر المزمن بظهور أمراض مثل التهاب الأمعاء ومتلازمة القولون العصبي.

4- الغضب وتأثيره على الصحة النفسية

يمكن أن يؤثر الغضب المفرط بشكل سلبي على الصحة النفسية. الدراسات أظهرت أن الغضب يرتفع غالبًا في حالات الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض وتقليل الاستجابة للعلاج. وفقًا للجمعية الأمريكية للطب النفسي، يمكن أن يؤثر الغضب المستمر على قدرتنا على التركيز وأنماط تفكيرنا، مما يجعلنا أكثر عدائية.
ليلى مدبلج الحلقة 141

5- الغضب وتأثيره على النوم

تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التحكم في غضبهم أو يشعرون به بشكل متكرر، يواجهون مشكلات في جودة النوم. النوم الجيد هو عامل أساسي لصحة الإنسان، لذا فإن التحكم في مشاعر الغضب يعد خطوة مهمة نحو تحسين نوعية الحياة بشكل عام.

في الختام، من المهم أن نتعلم كيفية التعامل مع مشاعر الغضب بشكل صحي، لأن ذلك سيساعدنا على تحسين صحتنا الجسدية والنفسية. لا تتردد في البحث عن طرق فعالة للسيطرة على الغضب والتخلص من تأثيراته السلبية.