تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانفعال
أجرى فريق من الباحثين في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد دراسة حديثة تهدف إلى استكشاف العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانفعال لدى البالغين في الولايات المتحدة. هذه الدراسة تعكس تزايد الاهتمام بتأثير هذه الوسائل على الصحة النفسية والعاطفية للأفراد.
نتائج الدراسة وما تعكسه
أظهرت النتائج أن الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصًا من قبل الأفراد الذين يشاركون بنشاط، يرتبط بمستويات أعلى من الانفعال. وهذا يعكس كيف يمكن أن تؤثر هذه المنصات على مشاعرنا اليومية.
من الملاحظ أن معظم الدراسات السابقة التي تناولت العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية قد ركزت بشكل كبير على الأعراض الاكتئابية، بينما لم تحظَ مشاعر الانفعال بالاهتمام الكافي.
ما هو الانفعال؟
الانفعال يُعرف بأنه الاستجابة العاطفية التي تشمل مشاعر مثل الغضب والإحباط. وقد أظهرت الدراسات أن الانفعال مرتبط بضعف الأداء الوظيفي وتدهور الصحة العقلية، وصولًا إلى السلوكيات الانتحارية، وفقًا لمصادر موثوقة مثل "مديكال إكسبريس".
بينما ثبت وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأعراض الاكتئابية، لم يكن التأثير المباشر لهذا الاستخدام على الانفعال واضحًا حتى هذه اللحظة.
منهجية الدراسة
استند الباحثون في دراستهم إلى مسح وطني تم إجراؤه عبر الإنترنت في الفترة ما بين أواخر 2023 وبداية 2024. هذا المسح شمل مجموعة من الأسئلة التي تتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومستويات الانفعال.
تضمنت الدراسة تحليل إجابات 42,597 مشاركًا، حيث استخدم الباحثون نماذج الانحدار الخطي المتعددة لتقييم العلاقة بين الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي والانفعال.
كما أكمل المشاركون اختبار الانفعال القصير (BITe)، الذي يتضمن خمس عبارات لتقييم أعراض الانفعال على مدار الأسبوعين الماضيين. وتم تصنيف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وفقًا للتكرار، من عدم الاستخدام إلى الاستخدام اليومي.
شملت المنصات التي تمت دراستها في هذه الأبحاث: فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، وتويتر (إكس X).
كما تم فحص تأثير التفاعل النشط والمشاركة السياسية على النتائج المترتبة على الدراسة.
شراب التوت الحلقة 85
نتائج مثيرة
أفاد حوالي 78.2% من المشاركين بأنهم يستخدمون إحدى منصات التواصل الاجتماعي يوميًا. وقد أظهرت النتائج أن الاستخدام المتكرر لهذه المنصات مرتبط بزيادة مستويات الانفعال، حتى عند أخذ القلق والاكتئاب بعين الاعتبار.
عند تحليل بيانات المنصات المختلفة، وُجدت علاقة بين تكرار النشر والانفعال، حيث كان النشر المتكرر عدة مرات في اليوم مرتبطًا بأعلى مستويات الانفعال عبر جميع المنصات. أبرزها كان مستخدمو تيك توك الذين أظهروا أكبر زيادة في مقياس الانفعال.
كما أظهرت التحليلات أن التفاعل السياسي، مثل النشر المتكرر للمحتوى السياسي أو استهلاك الأخبار السياسية، يرتبط أيضًا بزيادة مستويات الانفعال.
استنتاجات الدراسة
رغم أن الدراسة لم تتمكن من إثبات وجود علاقة سببية مباشرة بين النشر المتكرر والانفعال، إلا أن النتائج تشير إلى وجود حلقة تغذية مرتدة محتملة. حيث يمكن أن يؤدي الانفعال إلى زيادة الرغبة في المشاركة، مما يعزز الانفعال نتيجة الاستخدام المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي.
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية فهم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مشاعرنا، مما يستدعي ضرورة التفكير في كيفية استخدامنا لهذه المنصات وتأثيرها على حياتنا اليومية.