أهمية اختيار الصحبة في حياة الإنسان
في عالمنا اليوم، يتجلى تأثير الأصدقاء والرفاق بشكل كبير على حياتنا، وقد أكد العديد من العلماء والدعاة على أن اختيار الصاحب له عواقب وخيمة قد تؤثر على مسار حياتنا بالكامل. وفي هذا السياق، جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله"، ليؤكد لنا مدى أهمية اختيار الأصدقاء بعناية.
تحذير من صحبة الفاسدين
خلال لقاءه في برنامج "فتاوى الناس"، تحدث الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن المخاطر التي قد تنجم عن مجالسة الأشخاص غير الصالحين. فالشخص الذي يختار صحبة الفاسدين قد يجد نفسه في دوامة من الفتن والمعاصي، حيث أن الإنسان ينجذب بطبيعته إلى سلوكيات من حوله. وقد قال الدكتور عويضة: "الإنسان يصبح مثل صديقه، وإذا كانت مجالسه مع أصحاب السوء، فإنه قد يُجرّ إلى طريق الشر".
حب بلا حدود مترجم الحلقة 40
هل يمكن تغيير الأصدقاء السيئين؟
يعتقد الكثيرون أنهم قادرون على تغيير سلوكيات أصدقائهم السيئين من خلال مجالستهم، ولكن الحقيقة قد تكون عكس ذلك. فقد أشار الدكتور عويضة إلى أن هذا الأمر قد يتحول إلى فتنة، وقد يجد الشخص نفسه يتبنى نفس المعاصي التي كان ينوي تجنبها. "الكثير من الأشخاص الذين حاولوا إصلاح الآخرين، انتهوا بأن أصبحوا مثلهم بسبب استسلامهم للبيئة التي يتواجدون فيها"، كما ذكر.
شرب الخمر وعقوبته في الإسلام
في سياق الحديث عن الصحبة وتأثيرها، نجد أن شرب الخمر يعد من الكبائر في الإسلام، ويجب الابتعاد عنها. قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون". وقد وردت أحاديث كثيرة في ذم شارب الخمر وعقابه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام، وإن على الله عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال".
الصلاة وشارب الخمر
أوضح العلماء أنه لا تقبل صلاة شارب الخمر لأربعين صباحًا، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: "من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا"، مما يدل على خطورة هذا الفعل وعواقبه الدينية.
إن اختيار الصحبة الصالحة ومراقبة سلوكيات الأصدقاء يعد من أهم الأمور التي يجب على كل فرد أن يأخذها بعين الاعتبار، فالصاحب ساحب، والعاقل هو من يختار من يجلس معهم بعناية.