-

معسكر جيش الفتح الإسلامي واستراحة الملك فاروق..

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

بني سويف - حمدي سليمان:

اشتهرت قرية سدس الأمراء التابعة لمركز ببا جنوب بني سويف بتاريخها العريق، والمآثر العمرانية التاريخية التي تقف شاهدة على حضارة هذه القرية، والتي تعود تسميتها إلى عام 93 هجرية، عقب فتح عمرو بن العاص مصر وطرد الرومان منها بعد احتلال دام ألف عام.

تعود أصول القصة الى قيام عمرو بن العاص بالدفع بـ6 ألوية يقودها أمراء بينهم "أحمد بن شديد بن سمي الغطفانى"، الذي ينتمي إلى عائلة أخواله، لمطاردة الرومان فى صعيد مصر، فعسكر الجيش الإسلامي بقرية سدس، ودارت معركة حامية الوطيس على أرضها بعدما هاجم الرومان جيش المسلمين في 14 شعبان من عام 93 هجريا، وهزموا وفروا هاربين، فتبعهم 5 أمراء بألويتهم لمطاردتهم فى الصعيد، تاركين الأمير أحمد بن شديد بلوائه يحمي المنطقة التي أطلق عليها "سدس الأمراء " أى واحد من ست أمراء حاربوا الرومان وهزموهم، وعاش الأمير لسنوات بالقرية بنى خلالها مسجدا يحمل اسمه، وعند رحيله دفن بجوار المسجد، وبني على قبره ضريحا يزوره المريدون وتقيم الطرق الصوفية احتفالا سنويا له.

كانت "سدس" عبارة عن ربوة عالية مرتفعة لا تصل إليها مياه الفيضانات، كما أن الخرائط الجغرافية المعلنة عام 1906 تظهر بها مقابر الرومان، وعلى مسافة منها جبانة المسلمين، ما يدل على أن القرية شهدت فترتي احتلال الرومان لمصر، والفتوحات الإسلامية وطرد الرومان.

من المعالم التاريخية بالقرية مسجد الأمير "أحمد بن شديد" ورغم تغير معالمه إلا أن مئذنته التاريخية الأثرية ما زالت موجودة بحالتها، فضلا عن ضريحه الملاصق للمسجد، والذي يضم القبر والمقام، و بجواره شجرة " دقن الباشا" وهي أثرية عمرها من نفس عمر القرية تقريبا.

يقول "محمود دسوقي" أحد أبناء القرية: تشتهر قريتنا بوجود 8 أضرحة أيضا لأولياء الله الصالحين، يمثلون عصورا قديمة وحديثة وهم: فى العصر القديم الشيخ الضبوصى، والأربعينى، والحداد، وموسى، وسليم، وبركات، بالإضافة إلى أحمد مرزوق، ومحمد الفاتح، وذلك فضلا عن 3 آبار أثرية قديمة وهب "أبازيد، والأربعيني، ومبارك".

وتابع: كان الأهالى يروون ظمأ ماشيتهم من مياهها بدلا من مياه الترع، وذلك عن طريق ما يشبه الشادوف وهو "دلو" مربوط بحبل يرفع المياه من أسفل البئر إلى الحوض الموجود بأعلى البئر، وذلك مقابل كمية من القمح يقدمونها لخادم البئر والقائم عليه، وما يزال "بئر الأربعيني" موجودا بالقرية ويستخدمه الأهالي عند انقطاع المياه فى رى عطش المواشى فضلا عن أنه مزار سياحي.

يضيف أحمد ربيع: تحتوي القرية على استراحة للملك "فاروق"، داخل مزرعة "سدس الأمراء"، والتي تتكون من طابقين كل طابق يحتوي على 4 غرف كبيرة وحمام بالدور الأرضي ومطبخ كبير، ولكن طالتها يد الإهمال بعد وقوعها تحت سلطة وزارة الزراعة، ولم تُضم لوزارة الآثار التي رفضت ترميمها أو الاهتمام بها بحجة أنها ليست تحت ولايتها.