لغة القرآن والحفاظ على الهوية
خطبة الجمعة من مسجد الميناء الكبير
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الهوية الثقافية والدينية، ألقى الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خطبة الجمعة من مسجد الميناء الكبير في مدينة الغردقة، وذلك تحت عنوان: لغة القرآن والحفاظ على الهوية. وقد جاءت الخطبة في سياق مشاركته في القافلة التي أطلقها المجمع في منتصف الأسبوع الجاري إلى محافظة البحر الأحمر.
ليلى الحلقة 13
الهوية: ضرورة من ضرورات الحياة
أكد الدكتور الجندي أن الهوية تعد من الأساسيات التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث إنها تشكل الضمان لاستقرار مسارات وجودنا من الذرة إلى المجرة. وأشار إلى أهمية بناء الهوية على مجموعة من المسارات التي تعزز وجودها وتضمن استمرارها عبر الأجيال، ومن أبرز هذه المسارات هو المسار الأخلاقي الذي يُعتبر حجر الزاوية في بناء الأمم، بل هو الذي أسس الحضارات العظيمة.
المسار الأخلاقي
المسارات الأخلاقية تلعب دورًا حيويًا في تشكيل الهوية، حيث تُعزز من قيم التعاون والاحترام المتبادل بين الأفراد، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.
المسار العقدي
أما المسار الثاني، فهو المسار العقدي الذي يتطلب جهودًا مضاعفة للحفاظ عليه، خاصة في ظل محاولات مستمرة تهدف إلى زعزعة العقيدة السليمة. وهنا، يجب أن نكون على وعي تام بهذه المخاطر وأن نعمل جاهدين على توعية الأجيال القادمة بأهمية الحفاظ على عقيدتنا.
المسار السلمي
كما أشار الجندي إلى أن المسار الثالث يتعلق بالسلم الكوني والاستقرار الوجودي الذي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال اتباع المنهج النبوي الشريف الذي يشمل كل ما يتعلق بضمان الاستقرار والأمان في الكون.
بناء الهوية يبدأ من اللغة
شدد الدكتور الجندي على أن بناء هوية الأمم يرتكز أساسًا على لغتها. وقد منَّ الله علينا بلغة عريقة ترتبط بكتاب الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ودعا الجميع إلى التمسك بهذه الهوية، كونها السبيل لتحقيق الأمان والتقدم والرقي في الحياة الدنيا والآخرة.
ختام الخطبة
ختامًا، يستوجب علينا جميعًا أن نعي أهمية الهوية الثقافية والدينية في حياتنا، وأن نبذل كل ما في وسعنا للحفاظ عليها وتنميتها، لتحقيق مجتمع يسوده السلام والاستقرار.