أخر ظهور للراحل أحمد فتحي سرور.. ترافع في قضية
كتب-محمد فتحي:
غيب الموت في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، الدكتور أحمد فتحي سرور السياسي البارز ورئيس مجلس النواب الأسبق، عن عمر يناهز 91 عاما.
"سرور" تولى على مدار رحلته العديد من المناصب أبرزها رئيسا لمجلس النواب لأطول فترة في تاريخ الجمهورية، بالإضافة إلى حصوله على الأوسمة والجوائز داخليا وخارجيا.
الراحل كان يتميز بحضوره المختلف داخل ساحات المحاكم، فكانت له العديد من المرافعات القانونية التي سجلها البعض في ذاكرة القانون المصري والدولي، إذ كان محنكا قانونيا نظرا لاستعابه أكبر قدر ممكن من القانون.
وفي يوم الخميس 16 يونيو 2022، كان أخر ظهور للراحل أحمد فتحي سرور داخل المحاكم، إذ كان يرتدي يرتدي روب المحاماة الأسود فوق بدلته الأنيقة، ويشق بخطواته البطيئة طرقة محكمة جنوب الجيزة.
دخول "سرور" وهو يستند على 2 من مساعديه ويحيط به مجموعة من شباب المحامين يرافقونه إلى قاعة محاكمة مالك عقار فيصل.
كان ذلك هو الظهور المفاجئ للدكتور أحمد فتحي سرور في محكمة جنوب الجيزة، وهو الأبرز بين أروقة المحكمة طوال جلسات المحاكمات في واقعة محاكمة مالك عقار فيصل.
ووقف "سرور" محاميًا عن مالك عقار فيصل دقائق قليلة حتى صدر قرار المحكمة بتأجيل القضية إلى جلسة أخرى لحين الفصل في طلب رد المحكمة المقدم من محامي المجني عليهم.
وقرابة 10 دقائق قضاها الدكتور فتحي سرور داخل محكمة جنوب الجيزة، إذ طغى ظهوره المفاجئ على جميع الأحداث والقضايا المنظورة أمام المحكمة وجعل من قضية محاكمة مالك عقار فيصل حدثًا كبيرًا، كما جعل لتك القضية اهتماما واسعا لوسائل الإعلام بشكل كبير، منذ أن دخل للمحكمة من الباب الخلفي.
وبعدها ظهر في طرقة المحكمة بالطابق الأرضي وهو يرتدي روب المحاماة بصحبة مساعديه وبعد دقائق قليلة من دخوله القاعة ظهر "سرور" مرة أخرى مرتديًا بدلته يستند على 2 من المحامين.
وعلى ما يبدو أن الدكتور فتحي سرور القامة القانونية الكبيرة كان مستعدًا للدفاع عن موكله في ثان جلسات محاكمته لكن ظهوره الأول في المحكمة توافق مع لجوء محامي المجني عليهم إلى التمسك بطلب رد المحكمة، وتبع ذلك الإجراء القانوني من رئيس المحكمة بتأجيل القضية لجلسة أخرى حين الفصل في طلب رد المحكمة من قبل محكمة الاستئناف المنوط بها التصدي لطلبات الرد.
وخلال دخول فتحي سرور للمحكمة تبعه عدد من المحامين الذين صادفوا وجوده حتى يستمعوا إلى مرافعته، لكن ما حدث في الجلسة ورد المحكمة قطع الطريق أمامهم للاستماع إلى المحامي الكبير الذي تولى منصب رئيس مجلس الشعب طوال 21 سنة متوالية منذ عام 1991 حتى عام 2010، وكان آخر من ترافع عنهم فتحي سرور هو صفوت الشريف ونجله في قضية الكسب غير المشروع.
يذكر أن الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب المصري الأسبق، توفي قبل قليل عن عمر يناهز 91 عامًا، إذ تولي رئيس مجلس الشعب المصري السابق منذ عام 1991، لمدة 21 عامًا على التوالي.
ونشر نجل الراحل أحمد فتحي سرور عبر صفحته على "فيسبوك" منشورا جاء فيه: إنا لله وإنا إليه راجعون، اليوم ليلة السابع والعشرين من رمضان استرد الله وديعته، رحل رمز من رموز القانون، بتاريخ قضائي وقانوني ودبلوماسي وتنفيذي وبرلماني ومهني مشرف داخليا ودوليا.
وأضاف: رحل صاحب قلب طيب، ظل طيلة حياته في خدمة أبناء وطنه خاصة البسطاء يشعر بآلامهم وأحزانهم بتوفير فرص عمل لمئات من المواطنين وتوفير علاج وتسيير عدد من القوافل الطبية وإنشاء العديد من المراكز والعيادات الطبية الخيرية والمستشفيات.
وتابع: أشهرها أول مستشفى أورام أطفال في مصر - مستشفى 57357، ووراء عشرات من المشروعات بحي السيدة زينب عندما كان نائبا عن الدائرة نفذتها الحكومة بناء على طلبه، منها: مشروعات سكنية ومنها توسعات في بعض المساجد كمسجد السيدة زينب وإعادة بناء مسجد زين العابدين، وإنشاء العديد من المكتبات بالجهود الذاتية ووراء إعادة إنشاء مكتبة الإسكندرية بموافقة اليونسكو ومساهمة بعض الدول.
وتابع: وداعا المعلم والأب الحنون والقدوة الحسنة بعد حياة حافلة من العطاء العلمي والاجتماعي، اللهم في هذه الليلة المباركة، اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله ونقه من الخطايا كما ينقي الثوب الابيض من الدنس، وقِهِ فِتْنَةَ القبر وعذاب النار، اللهم اجعل أعماله فى ميزان حسناته اللهمّ إنّه كان لكتابك تالياً وسامعا، لين القلب، متسامح، اللهم عوضه عن كل ألم أصابه بـجنة عرضها السموات والأرض. اللهم برحمتك اجعله في روضة وبستان في نعيم دائم ودار خلد.