مكتبة الإسكندرية تحتفي بالحاصلين على جوائز
الإسكندرية - محمد البدري:
احتفت مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، بالمفكرين والمبدعين الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية خلال عام 2024، بناءً على ترشيح المكتبة، وذلك في ندوة بعنوان "جوائز ومبدعون".
افتتح الندوة الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، كأولى فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، وسلم "زايد" المبدعين الفائزين درع مكتبة الإسكندرية تقديرًا لإسهاماتهم الثقافية والفكرية والإبداعية.
حضر الجلسة الأولى للندوة كل من الدكتور محمد صابر عرب، والدكتور ماجد عثمان، وأدار اللقاء الدكتور أحمد زايد، وأكد أنه كان من المهم أن تبرز هذه الندوة الافتتاحية للمعرض الوجوه والشخصيات التي خدمت مصر عبر تاريخ طويل وحضور دائم في المجال العام، لافتًا إلى أن كلاهما حصل على جائزة الدولة بترشيح من مكتبة الإسكندرية، حيث حصل الدكتور محمد صابر عرب على جائزة النيل، بينما حصل الدكتور ماجد عثمان على جائزة الدولة التقديرية.
وقال زايد، إن الدكتور محمد صابر عرب والدكتور ماجد عثمان لهما تاريخ وذاكرة طويلة في مجالات تخصصهم، كما أن كلاهما شغل منصب وزير وحقق نجاحات كبيرة في فترة تولي هذا المنصب.
وفي كلمته تحدث الدكتور محمد صابر عرب عن شغفه بالقراءة والمسرح وحضور اللقاءات الثقافية والحوارية منذ الصغر، لافتًا إلى أنه كان مهتمًا في المرحلة الثانوية بالتاريخ والقراءة عن الحركة الوطنية المصرية.
وأضاف أن المرحلة الجامعية هي التي شكلت شخصيته وفكره ووجدانه، وأنه كان متفوقًا في الدراسة وأيضًا كان يشارك في العمل الطلابي، وشارك في إصدار صحيفة الطلاب في الجامعة، مؤكدًا أهمية المزج بين الثقافة والمعرفة العلمية والتكنولوجية، والربط بين الثقافة بالمعنى الشمولي وبين التعليم.
وتحدث عن التكنولوجيا مؤكدًا أنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن الثقافة التقليدية، وأنه لا بديل عن الكتاب الورقي ولابد أن تكون التكنولوجيا متكاملة مع شكل الكتاب التقليدي، وتابع أنه مؤمن جدًا بالثقافة الوطنية، وأن اللغة هي العمود الفقري للهوية، لذا يجب أن يتعلم أولادنا لغتهم وأن يعرفوا المؤسسين الأوائل للثقافة الوطنية.
من جانبه، قدم الدكتور ماجد عثمان، الشكر لمكتبة الإسكندرية، مؤكدًا أنه يعتز كثيرًا بهذا الترشيح، وقال إنه حصل على هذه الجائزة بعد 50 عامًا من تخرجه، وأنه أدرك بعد تفكير عميق أن أي نجاح ينسب إليه، إنما هو نتيجة عمل جماعي، وأنه لولا عمله مع فريق عمل ناجح وملتزم لم يكن ليفوز بهذه الجائزة.
وأضاف أنه تنقل في مساره المهني بين العمل الأكاديمي والحكومي والخاص، حيث عمل في الجامعة ثم أصبح مدير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ثم أنشأ مركز "بصيرة" كمركز خاص مستقل بهدف توفير معلومات للمواطن وكل المؤسسات بقدر متساو.
وأكد أن العمل المؤسسي في مصر هام جدًا، لأنه يحقق فرص الاستمرار والتراكم، فهو يرى أن النجاح في الحياة مسألة تراكم، كما شدد على أهمية العمل الجماعي، وتحدث عن أهمية التعليم، وضرورة استخدام التكنولوجيا في التعليم ولكن بالشكل الصحيح والبعد عن الإغراق في الاستخدامات الترفيهية والمشتتة.
ووجه كلمة للشباب في نهاية كلمته، أكد فيها أن المستقبل سيكون مختلف تمامًا عن الحاضر، وأنه يجب عليهم الاستعداد لعالم متغير في كل الأوجه، خاصة في مجال الوظائف، مؤكدًا أن الوظائف الموجودة حاليًا ستختفي في المستقبل.
واستضافت الجلسة الثانية للندوة كل من الدكتور حسين حمودة، والدكتورة سامية قدري، وأنسي أبو سيف، أدارت الجلسة الدكتورة الشيماء الدمرداش، مدير مشروع إعادة إحياء كتب التراث بمكتبة الإسكندرية.
تحدث المهندس أنسي ابو سيف، مهندس مناظر سينمائية، عن ظروف حياته واهتمامه ببناء المناظر، وقال: "إن العلاقة بين الشخصية والمكان هي ما أحاول أن أنقله من خلال الصورة، وأنه يقدم الظروف والمزاج الاجتماعي عن طريق المكان.
ولفت إلى أن نشأته في الصعيد هي التي أثرت في حياته حيث عاصر الفروق في المستويات الاجتماعية والحياتية وحاول نقلها عن طريق المكان".
وتحدث بشكل تفصيلي عن تجربته في بناء ديكور مسلسل الجماعة، مؤكدًا أن الأماكن دائمًا ما كانت تثير اهتمامه، مطالبًا بضرورة الاهتمام بالسينما لأن السينما هي التاريخ.
وفي كلمته، تحدث الدكتور حسين حمودة، عن تأثره بالأديب نجيب محفوظ، خاصة في آخر 12 عامًا من حياته والذي كان قريب منه خلالها وتعلم منه أن يبقى الإنسان يتعلم كتلميذ، وقال إن نجيب محفوظ لم ينظر فقط للمزامنين له بل تأثر بنماذج من التاريخ، لذا يجب على الإنسان أن يوسع تجربته والمجال الذي يمكن التعلم منه.
وتحدث عن ظاهرة "الأعلى مبيعًا" وقال إن هناك مستويات مختلفة من الكتابة، وأن هذه الظاهرة لها جانب في القراءة والكتابة، وأكد أنه إذا التقط كل كاتب عالمه الخاص واهتم به فهو يشيد جسور للتواصل مع جمهور القراء والقارئات، مؤكدًا على أهمية الإصغاء لأصوات تجربته والعمل على الطريقة التي يصيغ بها هذه التجربة.
من جانبها، قالت الدكتورة سامية قدري، إن الدكتور أحمد زايد كان له الدور الكبير والمؤثر في حياتها الأكاديمية والفكرية، كما وجهت الشكر للكاتبة أمينة شفيق على دعمها والتي اعتبرتها بمثابة أم مرشدة لها.
وتحدثت عن أربع محطات أثرت فيها تأثيرًا كبيرًا، أولها محطة "شبرا" حيث ولدت ونشأت، وكان لوالدها التأثير الكبير في تشكيل شخصيتها في هذه المرحلة، أما المرحلة الثانية فهي جامعة القاهرة حيث تعرفت على الدكتور أحمد زايد وتأثرت بعلمه وأدركت مدى أهمية علم الاجتماع.
ولفتت إلى أن المرحلة الثالثة المهمة هي فترة الماجستير في معهد العلوم الاجتماعية في هولندا والتي اكتسبت خلالها الخبرات وكانت مرحلة فارقة في تكوينها الفكري والأكاديمي والثقافي، أما المحطة الرابعة فهي المشاركة في منتدى القراءة تحت رعاية الدكتور أحمد زايد.