-

معجزة الإسراء والمعراج: رحلة إيمانية عظيمة

(اخر تعديل 2025-01-25 17:17:41 )
بواسطة

رحلة الإسراء والمعراج: معجزة وذكرى خالدة

إن الإسراء والمعراج هما رحلتان قدسيتان من أعظم المعجزات التي شهدها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. تلك الرحلتان ليستا مجرد حدث عابر بل هما من الحجج الدالة على صدق نبوته، تجلت فيهما عظمة الله جل جلاله وكرامته لرسوله. لقد كانت هذه الرحلة بمثابة تكريم من الله لنبيه، وكشف عن مكانته الرفيعة عند ربه، فقد أذن الله لهذه الرحلة أن تحدث ليظهر لحبيبه صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى، كما ورد في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
العبقري مدبلج الحلقة 81

الإسراء والمعراج: رحلة فوق الزمان والمكان

إن حادثة الإسراء والمعراج تعد رحلة إلهية تخرج عن مقاييس البشر وقوانينهم المحدودة. فهي رحلة تمتاز بالقدرة الإلهية، ورغم أن هذه المعجزة قد ثبتت بالقرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنها لا تزال تواجه بعض التشكيكات من قبل البعض. لذا، سنتناول في هذا التقرير بعض الأدلة الشرعية والردود التي قدمتها دار الإفتاء المصرية على هؤلاء المشككين.

أدلة وقوع الإسراء والمعراج

جمهور العلماء يتفق على أن الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة، وأن الإسراء حدث بالروح والجسد معًا. فالإسراء هو السير ليلاً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى بيت المقدس.

أما المعراج فهو عروج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى، حتى سدرة المنتهى، إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام.

تحديد زمن الرحلة المباركة

هل وقعت الرحلة المباركة في شهر رجب؟

وفقًا للآراء المشهورة بين العلماء، فقد وقعت رحلة الإسراء والمعراج في شهر رجب. وقد اختلفت الأقوال في تحديد زمن هذه الرحلة، ولكن تعيينها ليوم السابع والعشرين من رجب هو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا. وقد أشار العلَّامة الزُّرقاني إلى أن هذا الرأي هو الأقوى.

دليل وقوع رحلة الإسراء ليلًا

إن الإسراء لا يحدث إلا في الليل، حيث أفاد العلماء من قوله تعالى: ﴿لَيْلًا﴾ أنه تأكيد على وقوع الرحلة في بعض الليل، وهذا ما يدل على عظمة الحدث.

أدلة من القرآن والسنة على إثبات الرحلة

من الأدلة القوية على ثبوت هذه الرحلة في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء: 1]. كما أن هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد حدوث المعجزة.

منظور العلماء حول حقيقة الإسراء والمعراج

هل تمت الرحلة بالجسد والروح؟

ذهب جمهور العلماء إلى أن الإسراء والمعراج كانا بالروح والجسد، حيث أن القرآن صرح بذلك. وقد أكد الإمام القرطبي أن التكذيب من قريش لم يكن ليكون لو كانت الرحلة مجرد رؤية منامية.

الرد على الشبهات المتعلقة بالمعراج

هناك من يدعي أن القرآن لم يذكر المعراج كما ذكر الإسراء، ولكن دار الإفتاء توضح أن الإسراء هو عنوان الحادثة بأكملها والمعراج هو تتمة لها، مما يبرز أهمية كلا الرحلتين.

خاتمة

إن الإسراء والمعراج ليست مجرد حكاية تاريخية، بل هي تجربة روحية عميقة تحمل في طياتها معاني كبيرة ودروسًا مهمة للمسلمين. هذه الرحلة تعكس عظمة الخالق وتظهر مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتذكرنا بأهمية الإيمان والثقة بالله في كل الأوقات.