-

أجمل "بلكونة" في مصر.. ما قصة قصر "الطابق

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

الإسكندرية – محمد عامر:

بإطلالة ساحرة وفريدة على شاطئ البحر المتوسط، يقبع قصر الصفا الرئاسي أعلى ربوة عالية بحي زيزينيا العريق في الإسكندرية، ليبدو في هيئته وكأنه منارة البحر وحارسه الأمين.

137 عامًا هي عمر تلك التحفة الفنية والمعمارية التي شيدها الكونت اليوناني إستيفان زيزينيا في عام 1887، والذي كان أحد أكبر تجار القطن إلى جانب كونه قنصل بلجيكا بمصر.

تحول القصر إلى فندق يحمل اسم "جلوريا أوتيل" فيما بعد، قبل أن يقرر الأمير محمد علي، نجل الخديوي توفيق شراء القصر وتجديده ليتحول إلى قصرًا ملكيًا في عام 1927.

وأطلق الأمير على القصر اسم "قصر الصفا" تيمنًا بجبل الصفا الذي ورد ذكره في القرآن الكريم بوصفه منسكًا من مناسك الحج، ليصبح حي زيزينيا الراقي مركزًا ومقصدًا للصفوة.

وتنافس الصفوة، خاصة في زمن الأسرة العلوية، في تأسيس قصورهم وسراياهم بمحيط القصر، إذ بنت النبيلة فاطمة حيدر قصرها - متحف المجوهرات حاليًا- في هذه المنطقة أيضًا.

ويعتبر الأمير محمد علي، هو ثاني أبناء الخديوي محمد توفيق، والشقيق الذكر الوحيد للخديوي عباس حلمي الثاني، وكان وصيًا على العرش ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وجلوس ابن عمه الملك فاروق على عرش مصر لحين إكماله السن القانونية بتاريخ 28 أبريل 1936، ثم أصبح وليًا للعهد إلى أن أنجب فاروق ابنه الأمير أحمد فؤاد الثاني.

واهتم الأمير، والذي يعد أول من سعى لتأسيس القصور الضخمة بالإسكندرية، بالفن الإسلامي لذلك كتب على القصر من الخارج آيات من القرآن الكريم؛ ومنها ما كُتب على مدخل القصر "ادخلوها بسلام آمنين".

ووصف محمد النجار، أحد المهتمين بالسياحة والتراث، والذي أُتيحت له فرصة زيارة القصر مؤخرًا، أن طرازه المعماري فريد من نوعه ليس له مثيل، قائلًا:" أجمل بلكونة شفتها في حياتي.. فيو على البحر والكورنيش ساحر.. القصر حاليا يتبع رئاسة الجمهورية وليس مفتوح للزيارة".

ووفقًا للموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية، يطل القصر على حديقة خلابة زادته روعة وسحرًا وجمالًا، وكشك الشاي الذي يجمع بين المزيج من الفنون والجمال والإبداع، فهو عبارة عن لوحة ثلاثية الأبعاد تستطيع أن ترى منتصفها أينما اتجهت ببصرك.

ويبدأ الطابق الأرضي للقصر من بهو المدخل المزين بتجاليد خشبية على شكل أعمدة وزخارف نباتية تعلوها لوحة من الجٌبلان ذات طابع غربي والمرايا البلجيكية التي يعلوها شعار المملكة آنذاك، وتتدلى من سقف البهو نجفة نحاسية بديعة.

ويصل بهو المدخل إلى الصالون الرئيسي الكبير والذي يتسم بالعراقة والجمال، وفي كل ركن من أركانه تحفة نادرة وأثاثًا من القرن العشرين يحمل شعار المملكة المصرية وجزء من كسوة الكعبة المشرفة، ويتوسط حائطه لوحة كبيرة مصنوعة من الجُبلان ذات طابع أوربي عريق.

وبالقرب من الصالون، تقع غرفة الطعام الرئيسية وتضم حجرة سفرة كاملة مصنوعة من أندر أنواع الأخشاب ومجموعة من أجمل المقتنيات الصينية الخاصة بالسفرة، ويوجد بالحجرة مدفئة تعد رمزًا للرقي والفخامة.

وبحسب موقع هيئة الاستعلامات المصرية، يضم القصر طابقًا يسمى "الدور المسحور" وهو يقع بين الدور الأرضي والدور العلوي ويتكون من 5 غرف كانت مخصصة للحاشية والمعاونين.

أما الطابق العلوي، فيبدأ من بهو استقبال تقع على يمينه غرفة الطعام والتي تتسم بالبساطة والرقة وروعة ما يزينها من لوحات زيتية، إلا أن أبرز ما يميزه هو جناح الأمير والذي يضم غرفة نوم تضم أثاثًا فخمًا من طراز لويس السادس عشر.

ويضم جناح الأمير غرفة للملابس وحمام كبير، إلى جانب غرفة للصالون الخاص تتسم بروعة الألوان ورقتها مع فخامة أثاثها المُذهب والذي يصل إلى جناح الأميرة.

ومع غروب الشمس يكتسي القصر بألوان الشفق الخلابة ليكون مصدرًا للإلهام والسعادة ونبعًا للسحر والخيال إلى جانب إطلالته الفريدة والساحرة على شاطئ البحر المتوسط.