-

نموذج النبي في مواجهة الظلم والعدوان

(اخر تعديل 2025-06-23 10:16:23 )
بواسطة

نموذج النبي محمد في مواجهة الظلم والعدوان

كتب - محمد قادوس:

الرد على طلب القتال

في حديثه عن قيم النبي ﷺ، أشار الدكتور علي جمعة، المفتي الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى موقف مهم يعكس أرقى نماذج التعامل مع الظلم والاعتداء. حيث جاءه أحد الصحابة طالباً الإذن بالقتال، لكن النبي ﷺ رد عليه بغضب، قائلاً: "استعرض بنا الوادي، كفاية ظلم بقى، نقاتلهم بقى!"، مما يدل على رفضه لهذا الفهم الخاطئ.
غرفة لشخصين الحلقة 5

رسالة النبي ﷺ

استنكر الدكتور جمعة هذا الطلب، موضحًا أن النبي ﷺ جاء برسالة عظيمة لا تتعلق بالميليشيات أو الجماعات، بل كان يسعى لتأسيس دولة قائمة على الرحمة والعدالة والقانون. وأكد أن الغضب الذي انتابه كان ناتجًا عن فهم خاطئ لمقاصد الرسالة.

السلام والأمان

وأوضح جمعة أن النبي ﷺ قال: "ألا إني رسول الله، ولا ينصرن الله هذا الدين حتى تسير الضعينة من مكة إلى الحيرة لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها". هنا يتجلى المعنى الحقيقي للأمن، الذي لا يتأتى عبر الانتقام، بل من خلال نشر ثقافة السلام والأمان. هذا هو الهدف الأسمى للإسلام.

القتال كوسيلة للدفاع

وشدد جمعة على أن القتال في الإسلام ليس وسيلة للهجوم أو الانتقام، بل هو دفاع عن النفس والوطن والعقيدة، وهذا يتم تحت إدارة جيش ودولة، وليس من خلال جماعات أو أفراد. فلا ينبغي أن يُترك الأمر للعواطف أو الانتقام الشخصي.

تعليم الصحابة الصبر والثبات

كما أشار إلى أن النبي ﷺ ربى أصحابه على قيم الصبر والثبات، حيث قال: "إن الرجل من قبلكم كان يؤتى به فيوضع المنشار في مفرق رأسه فيُنشر ما بين لحمه وعظمه، لا يضره ذلك في الله شيئًا". هذه الشجاعة تعكس مدى إيمانهم العميق بأن الرسالة التي يحملونها أعظم من أي رد فعل عنيف.

منهج الإسلام الأصيل

وتابع جمعة بتأكيده على أن منهج الإسلام الأصيل يرفض العنف والميليشيات، ويسعى لتأسيس دولة قانونية تحمي الحقوق وتدعم القيم. وهذا ما فعله رسول الله ﷺ حين أسس دولة المدينة، حيث كانت نموذجًا حقيقيًا للتعايش السلمي والعدالة.