-

مخاطر دواء "فيناسترايد" وتأثيراته النفسية

(اخر تعديل 2025-10-08 02:16:31 )
بواسطة

مخاطر دواء "فيناسترايد" وتأثيراته النفسية

تكشف الأبحاث الطبية الحديثة عن وجود مخاطر نفسية غير معروفة بشكل كاف تتعلق بدواء "فيناسترايد". يُعتبر هذا الدواء أحد أكثر الأدوية شيوعًا بين الرجال لعلاج تساقط الشعر وتضخم البروستاتا الحميد، مما يثير تساؤلات جدية حول سلامته وتأثيره على الصحة النفسية على المدى الطويل.

دراسة مثيرة للقلق

أجريت دراسة مثيرة للقلق تحت إشراف الدكتور ماير بريزيس، أستاذ الطب في المركز الطبي الجامعي "هداسا". وقد قامت الدراسة بمراجعة ثماني دراسات علمية نُشرت بين عامي 2017 و2023، حيث وجدت أن الأشخاص الذين يتناولون فيناسترايد يعانون من معدلات أعلى من الاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى الأفكار والسلوكيات الانتحارية مقارنة بغير المستخدمين، وفقاً لما نشره موقع "Science Alert".

الارتباط بين الدواء واضطرابات المزاج

تشير الأدلة المتزايدة إلى علاقة مقلقة بين دواء فيناسترايد واضطرابات المزاج. وهذا يستدعي مزيدًا من الشفافية وإعادة النظر في تقييم المخاطر المحتملة المرتبطة بهذا العقار.

تحذيرات متأخرة

على الرغم من أن التقارير الطبية الأولية بدأت في التحذير من الآثار النفسية المحتملة منذ عام 2002، لم تقم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بإدراج الاكتئاب كأثر جانبي للدواء إلا في عام 2011، بينما لم تضف التحذير من "الانتحار" إلا في عام 2022، بعد أكثر من عقدين من ظهور أولى الإشارات.

توصيات داخلية مفقودة

المثير للاهتمام أن وثائق داخلية كشفت عن توصية تعود إلى عام 2010 تطالب بإدراج تحذير من الأفكار الانتحارية، لكن هذه الخطوة لم تُنفذ في ذلك الوقت.

متلازمة ما بعد فيناسترايد

أشار الدكتور بريزيس إلى أن بعض المستخدمين لا تتوقف معاناتهم حتى بعد التوقف عن تناول الدواء، في ظاهرة تعرف باسم "متلازمة ما بعد فيناسترايد". حيث يستمر ظهور الأعراض النفسية لفترات طويلة، مما يثير تساؤلات حول التأثير العميق لهذا الدواء على الجهاز العصبي.

رد الشركة المصنعة

من جانبها، أكدت شركة "ميرك"، المصنعة للعقار، أنه لا توجد أدلة علمية قاطعة تثبت وجود علاقة سببية مباشرة بين فيناسترايد والانتحار. وأوضحت أنها تواصل التعاون مع الهيئات التنظيمية لرصد أي إشارات تتعلق بالسلامة، وتحديث النشرات الدوائية بناءً على البيانات المتاحة.

دعوة لإصلاحات في تقييم الأدوية

تسلط هذه النتائج الضوء على نقطة ضعف في نظام مراقبة الأدوية بعد التسويق، خصوصًا تلك المصنفة كعلاجات تجميلية. ويؤكد الخبراء على أهمية إجراء دراسات متابعة طويلة المدى، وتطبيق أنظمة يقظة دوائية أكثر فاعلية لضمان حماية المرضى وتحديث التحذيرات بشكل فوري عند ظهور دلائل جديدة.


السعادة العائلية الحلقة 9