دور الولايات المتحدة في الأمم المتحدة
دور الولايات المتحدة في الأمم المتحدة: التحديات والتوجهات
لندن - (د ب أ) تعتبر لوريل راب، مديرة برنامج الولايات المتحدة وأمريكا الشمالية في معهد الشؤون الملكية البريطاني (معهد تشاتام هاوس)، أن إدارة ترامب ستسعى خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع إلى تقويض وإضعاف بعض عناصر المنظومة الأممية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستسعى الإدارة أيضًا إلى إعادة بناء هذه المنظومة؟
اجتماع القادة في نيويورك
سيجتمع القادة في نيويورك هذا الأسبوع للاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة. الموضوع الأساسي الذي سيُناقش خلال دورة الجمعية العامة لهذه السنة هو "معًا أفضل: 80 عامًا وأكثر من أجل السلام، والتنمية وحقوق الإنسان"، في محاولة لتأكيد القيمة المستمرة للتعاون الدولي.
تحديات الأمم المتحدة
تقول راب إنه من الصعب العثور على أدلة مقنعة تدعم فكرة التعاون هذه في الوقت الحالي، حيث كان عامًا مليئًا بالقلق بالنسبة للأمم المتحدة، وسط انقسامات بين القوى الكبرى وزيادة الشكوك في المؤسسات، بالإضافة إلى التركيز المتزايد على القضايا المحلية. كان هذا الاتجاه واضحًا بشكل خاص في الولايات المتحدة، الدولة المضيفة للأمم المتحدة وأكبر ممول لها.
فعاليات الأمم المتحدة الرئيسية
ستستمر الفعاليات المعتادة هذا الأسبوع، حيث سيحضر مندوبون من 193 دولة فعاليات تتعلق بالمناخ، وتمويل التنمية، والدولة الفلسطينية، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مجموعة من الاجتماعات الثنائية والفعاليات الجانبية. وبينما يقيمون التحديات الكبيرة للنظام العالمي، سيكون عليهم مواجهة الدور المتغير للولايات المتحدة.
تأثير إدارة ترامب
تشير راب إلى أنه منذ تولي إدارة ترامب السلطة في يناير الماضي، بدأت تلك الإدارة في تقويض الأمم المتحدة، حيث انسحبت (مرة أخرى) من مؤسسات رئيسية تابعة للمنظمة، واستقطعت مليار دولار من تمويلها، وعزلت أكثر من ألف خبير أمريكي ساهموا في تعزيز مهام الأمم المتحدة.
الرغبة في الانخراط
رغم ذلك، أعلنت الولايات المتحدة - على الأقل نظريًا - عن رغبتها في الاستمرار في الانخراط في الأمم المتحدة. وفي مجلس الشيوخ هذا الصيف، أقر مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة، مايكل والتز، بقيمة المنظمة الدولية باعتبارها مكانًا يمكن أن "يتحدث فيه الجميع لحسم النزاعات".
رؤية جديدة للأمم المتحدة
أوضح والتز رؤيته لأمم متحدة أكثر تركيزًا وإصلاحًا، مع التركيز على منع النزاعات وحلها بأساليب جديدة لحفظ السلام، وضمان الشفافية في ميزانيتها، والتصدي لمعاداة السامية، والتخلي عن "التسييس الراديكالي" للسياسة الداخلية الأمريكية. وتعهد بأن تكون هناك قيادة أمريكية قوية لمواجهة النفوذ الصيني في الأمم المتحدة.
ليلى مدبلج الحلقة 201
استراتيجية إضعاف الأمم المتحدة
تضيف راب أن الولايات المتحدة ستستخدم استراتيجيتها الخاصة لإضعاف الأمم المتحدة من خلال الاعتراض على عناصر من برنامجها وتقديم أساليب بديلة لأعراف متفق عليها منذ فترة طويلة. وقد تم الكشف عن أن هناك فعالية ستستضيفها الولايات المتحدة تهدف إلى تغيير الممارسات المتعلقة باللجوء والهجرة.
موقف الولايات المتحدة من فلسطين
وأكدت راب أن أوضح مثال على هذه الاستراتيجية قد يكون متعلقًا بقمة فلسطين، التي تهدف إلى تحقيق الدعم لإقامة دولة فلسطينية. ورغم أن المملكة المتحدة وأستراليا وكندا والبرتغال أعلنت اعترافها بدولة فلسطين قبل انطلاق الجمعية العامة، فإن الولايات المتحدة اتخذت موقفًا بارزًا بعدم منح أكثر من 90 تأشيرة للوفد الفلسطيني.
توجهات غير مؤكدة
ختامًا، أكدت راب أن واشنطن تبدو غير واثقة مما إذا كانت تريد فقط إضعاف الأمم المتحدة، أم تسعى إلى اتباع أجندة استباقية تهدف إلى "جعلها عظيمة مرة أخرى" من خلال إعادة إحياء مهمتها الرئيسية.
الإصلاحات المقترحة
وتشير راب إلى أنه بينما تتردد الولايات المتحدة في موقفها تجاه الأمم المتحدة، يتعين على المنظمة أن تستقر على استراتيجية قابلة للتطبيق. وفي فترة رئاسة ترامب الأولى، سعى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تجنب انهيار أكبر للمنظمة من خلال تعزيز العلاقات الشخصية مع ترامب وممارسة الصبر الاستراتيجي.
مبادرة الأمم المتحدة 80
الآن، يقوم غوتيريش بالترويج لمبادرته "الأمم المتحدة 80"، وهي سلسلة من الإصلاحات التدريجية التي تهدف إلى تبسيط مسار عمل الأمم المتحدة وتحسين الكفاءة. ومع ذلك، أوضحت راب أنه قد لا يكون هناك قدر من الإصلاح يمكن أن تحققه الأمم المتحدة لإرضاء إدارة ترامب، ومن المحتمل أن تستمر استقطاعات الولايات المتحدة من تمويل الأمم المتحدة حتى عام 2028.
وبهذه الطريقة، قد لا تعتبر واشنطن الأمم المتحدة مكانًا مناسبًا لتعزيز أولويات سياستها الخارجية.