"السوايسة حلوا المراكب".. إبحار 78 مركب جر و320
السويس- حسام الدين أحمد:
أبحرت 78 مركبا و320 فلوكة لبدء نشاط الصيد في الموسم الجديد الذي انطلق اليوم ويستمر حتى منتصف مايو المُقبل، بعد توقف دام نحو 4 أشهر.
وقال عمرو عمارة شيخ الصيادين في السويس، إن توقف نشاط الصيد خلال فترة الصيف، يستهدف منح البيئة البحرية راحة بيولوجية والسماح لأمهات الأسماك بالتفريخ ووضع البيض، هو بمثابة الإنتاج الجديد بالبيئة البحرية، وينمو في فترة الوقف إلى أن تصبح الأسماك حجم كف اليد أو أكبر في بعض الأنواع، ومع بداية الموسم فإن تلك الأسماك هي ما تقع شباك الصيد.
وقال عمرو عمارة إن مراكب الجر التي أبحرت من ميناء الأتكة تعمل بحرفة الجر، ويتراوح طول كل مركب من 32 إلى 40 مترا، ويضم طاقمها نحو 35 فردا ما بين صياد وفني وعامل بقيادة ريس المركب.
تجر الشباك
وأضاف عمارة في تصريحات صحفية أن المراكب العائمات الأكبر حجما في خليج السويس تصطاد بشباك يمتد طولها 2000 متر وتجرها خلفها، لذلك أطلق على تلك الحرفة الجر، وهي من أكثر الحرف إنتاجا للأسماك حيث تعمل طوال أيام الموسم باستثناء أيام النوات الشديدة تتوقف عن الصيد.
وتعتمد مراكب الصيد على أوناش كبيرة في مؤخرة المركب تسحب الشباك وترفع حصيلة الصيد على متن المركب، تفرز بعد ذلك في طاولات السمك حسب النوع، ويتراوح وزن كل طاولة من 20 إلى 25 كيلو سمك حسب الأنواع.
ثلاجة
واستطرد أن الصيادين عقب فرز الأسماك وغسلها بماء البحر يفرش عليها الثلج الذي حمله العمال قبل خروج المركب، وتفرم الألواح لتصبح ثلج مجروش، يضعونه فوق كل طاولة سمك وتدخل الثلاجة، وهي غرفة من الأخشاب وسط المركب معزولة جيدا عن الهواء وبباب محكم الغلق لمنع تسرب الحرارة للداخل، لتحفظ الأسماك في درجة تبريد منخفضة بفضل الثلج داخل الثلاجة.
غير مجمد
يؤكد شيخ الصيادين أن ثلاجات مراكب الجر والشانشولا، هي مجرد غرف صغيرة معزولة جيدا عن الهواء، لا تضم أي دائرة فريون سواء للتبريد أو التجميد، ذلك لأن الأسماك الطازجة تفقد جزء من جودتها بالتجميد، ولا يمكن عرضها بتلك الصورة في الأسواق وإلا تساوت مع الأسماك المستوردة مثل سمك الباسا والماكريل بأنواعه المختلفة.
سمكنا طازة
تعمل فُلك الصيد بغزول مخصصة لصيد أحجام صغيرة متوسطة من الأسماك وتسحب يدويا أو بموتور صغير مثبت في نهاية الفلوكة التي لا يزيد طولها عن 7 أمتار ويتراوح طاقمها من 6 إلى 8 صيادين.
"سمك الفلايك دايما طازة.. بنصطاد من الليل للفجر ونرجع نبيع الصبح" يقول غريب ناصر صياد على فلوكة، ويضيف أن صغر حجم فلوكة الصيد وعدم احتوائها على ثلاجة لتبريد السمك، يجعل من الصعب زيادة مدة الصيد عن يوم، وفي أغلب الأحوال تسرح الفلوكة للصيد ليلا وتعود مع شروق الشمس ليبيع الصيادين ما وقع في شباكهم.
سعر أعلى
ويضيف غريب أن الصيادين على فُلك الصيد، يعتمدون على "الفله" الأيس بوكس بأشكاله المختلفة، لحفظ الأسماك تحت الثلج، لكن حجم صناديق الاحتفاظ بالحرارة لا تقارن مطلقا بسعة ثلاجات المراكب واللنشات، لذلك لا تقضي الفلوكة أكثر من 24 ساعة في البحر وتعود بأسماك تكون طازجة أكثر من أسماك المراكب، وتباع بسعر أعلى.
سروح قريب
يقول أحمد عيد عضو مجلس إدارة جمعية أصحاب مراكب ولنشات الصيد العاملة بحرف الجر والشانشولا، أن مراكب الصيد في بداية الموسم تبحر لتصطاد في مناطق قريبة من نقطة السروح مثل منطقة السادات، ولا تبعد كثيرا عن نطاق السخنة، حيث يستهدف الصيادين في بداية الموسم صيد الأسماك ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة، والجمبري، لتعويض نفقات الصيانة والتجهيز للرحلة.
ولفت أن مراكب الصيد في بداية الموسم تقطع رحلة قصيرة مدتها 3 أيام وتعود بالصيد حال توافر كمية كبيرة من الأسماك، بينما تطول مدة السروح تتراوح من 7 إلى 12 يوما بعد مرور شهر من بدء الموسم.
وعن أسماك الجر أوضح أحمد عيد أن مراكب الصيد العاملة بحرفة الجر تصطاد الأسماك القاعية مثل الحفارة والمرجان بأنواعه والبربونى والحارت "المكرونة"، والرخويات كالسوبيا، والكاليمارى والقشريات مثل الجمبري والاستاكوزا، بينما لنشات الشانشولا تعتمد فتعتمد على صيد الأسماك السطحية، وهس اسماك فضية تنجذب للضوء مثل الباغة والكسكمري والدراك واللاشته وبلاميطة والأنواع الأخرى المصنفة كأسماك شعبية.