-

حكاية لاعبي كرة القدم في زمن الحرب

(اخر تعديل 2025-09-16 16:16:31 )
بواسطة

عودة إلى الملاعب: أحلام اللاعبين في زمن الحرب

بدأت القصة عندما دق هاتف اللاعبين محمد حجاج وعبدربه هاني، ليصلا رسالة من أحد الرياضيين الفلسطينيين المقيمين في مصر. كانت الرسالة تحمل أخبارًا مثيرة تتعلق بمباراة تدريبية ستقام في أحد الأندية بالقاهرة. جالت في ذهنهما أفكار وتصورات عن العودة إلى الملاعب بعد فترة طويلة من الغياب بسبب الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في أكتوبر 2023.

استعادة اللياقة البدنية والبحث عن الفرص

عند وصولهما إلى المكان المحدد، تفاجئا برؤية نحو أربعين لاعبًا آخرين من مناطق مختلفة من قطاع غزة. كانت هذه المبادرة جزءًا من جهود المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني، والتي تهدف إلى جمع اللاعبين الفلسطينيين في الخارج لاستعادة لياقتهم البدنية وتوفير فرصة لهم لرؤية كشافين المواهب للانضمام إلى الأندية.

لحظة مؤثرة في الملعب

في بداية المباراة، كان اللاعب عبدربه هاني، البالغ من العمر 19 عامًا، يتجول بين اللاعبين، ويغمره شعور مختلط من الحزن والفرح. فقد كان يواجه ذكريات مؤلمة من النزوح والتهجير، لكنه في نفس الوقت كان يحاول التركيز على اللعبة. سجل هدفه الأول في المباراة، مشيرًا إلى أنه لم يتوقع أن يجتمع مع زملائه في هذه اللحظة، بعد أن عاش أشهرًا من الحرب.

خبرات اللاعب محمد حجاج

على الجانب الآخر، كان محمد حجاج، الذي يبلغ من العمر 38 عامًا، يعكس خبرته الطويلة في اللعبة. كان نجمًا معروفًا في نادي خدمات رفح، حيث حقق العديد من البطولات. ومع ذلك، فإن الحرب كانت لها آثار مدمرة على مسيرته، لكنه كان يحاول الاستمرار في اللعب لإبقاء روحه حية.

أحاديث بين الأجيال

خلال استراحة قصيرة، تبادل حجاج وعبدربه الحديث عن بداياتهما في عالم كرة القدم. كان حجاج يتحدث بفخر عن إنجازاته، بينما يحكي عبدربه عن طموحاته التي تأثرت بسبب الظروف الصعبة. كانت هذه اللحظات تعكس الروح المشتركة بين اللاعبين رغم الفجوة العمرية بينهم.

التحديات التي تواجه اللاعبين

تظل ذكريات الحرب تسيطر على حديثهم، حيث فقد عبدربه والده، بينما حجاج فقد زميله في الفريق سليمان العبيد. تتجلى الآثار النفسية للحرب بوضوح في حياتهم اليومية، حيث يتعامل اللاعبون مع فقدان الأصدقاء والأحباب خلال النزاعات.

كرة القدم كعلاج نفسي

ومع ذلك، تبقى كرة القدم هي المنفذ الذي يسعى من خلاله اللاعبون للتخلص من ضغوط الحياة اليومية. يحاول حجاج وعبدربه تناسي همومهم من خلال اللعب، حيث يعتقدان أن اللعبة تعيد لهما جزءًا من حياتهما المفقودة.

أمل اللاعبين في المستقبل

تستمر المبادرات الرياضية في مصر في تقديم الأمل للاعبين الفلسطينيين، حيث يتمكنون من تحسين لياقتهم البدنية والتواصل مع أندية جديدة. يُظهر اللاعبون تصميمهم على الاستمرار في اللعب، متطلعين إلى فرص الاحتراف التي قد تتاح لهم.

ختام القصة

في نهاية المطاف، تبقى كرة القدم هي حلمهم، وهي الأمل الذي يحملهم على مواجهة تحديات الحياة. يواصل حجاج وعبدربه اللعب، ليس فقط من أجل الفوز، بل من أجل إعادة بناء حياتهم وأحلامهم في عالم مليء بالصراع.
بارينيتي الحلقة 85