-

الحكمة من ذكر المشرق والمغرب وليس الشمال

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب-محمد قادوس:


ما هي الحكمة في ذكر المشرق والمغرب في القران ولم يذكر الشمال والجنوب؟.. سؤال تلقاه وعرضه على الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي والذي أوضح في رده إن التفكر في آيات الله الكونية وآياته الشرعية عبادة عظيمة، تثمر حياة القلب، وزيادة اليقين، وتعظيم الخالق. وشروق الشمس وغروبها آيتان عظيمتان من آيات الله تعالى، يقول تعالى:" رب المشرقين ورب المغربين" ويعني بذلك مشرقَي الصيف والشتاء، ومغربي الصيف والشتاء، فإن الشمس تتحرك في فصل الشتاء نحو شمال الأرض، وتتحرك في فصل الصيف نحو جنوبها، فيختلف مكان طلوعها في فصل الشتاء عنه في فصل الصيف، وكذلك مكان غروبها، فيكون لها مشرقان، أحدهما في الشتاء والثاني في الصيف، ويكون لها أيضا مغربان.

وعلى هذا فالمشارق والمغارب تشمل الشمال والجنوب والشرق والغرب.

وأضاف علي في رده لمصراوي: أن ابن كثير رحمه الله قال:" رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ يَعْنِي: مَشْرِقَيِ الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ، وَمَغْرِبَيِ الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ. وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، وَذَلِكَ بِاخْتِلَافِ مَطَالِعِ الشَّمْسِ وَتَنَقُّلِهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَبُرُوزِهَا مِنْهُ إِلَى النَّاسِ. وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا. وَهَذَا الْمُرَادُ مِنْهُ جِنْسُ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ". انتهى من "تفسير ابن كثير" (7/ 492).

وأوضح الداعية أن أحد العلماء الأجلاء: قالوا إن المراد بذلك مشرق الصيف والشتاء، مشرق الصيف حيث تكون الشمس في أقصى مدار لها نحو الشمال، ومشرق الشتاء حيث تكون الشمس في أقصى مدار لها نحو الجنوب.

ونص الله على ذلك لما في اختلافهما من المصالح العظيمة، ولما في اختلافهما من الدلالة الواضحة على تمام قدرة الله سبحانه وتعالى وكمال رحمته وحكمته، إذ لا أحد يقدر على أن يصرف الشمس من مشرق إلى مشرق، ومن مغرب إلى مغرب إلا الله عز وجل، ولهذا قال: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).

والمقصود بالمشرق والمغرب في هذه الآيات: المشرق والمغرب في الدنيا، لا في الآخرة، فإنه ليس في الآخرة شروق للشمس ولا غروب.