"جيوبهم كلها نار" بعد ما أخدوا ميراث البنات..
كتب- محمد قادوس:
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة حول: "والدي توفي منذ ثمان سنوات، وقد أخبرنا قبل وفاته بيومين أن عمنا وإخوتنا سيأخذون ميراثنا، وقال: جيوبهم كلها نار ، هل كان والدي يشعر بما سيحدث لنا في المستقبل؟، وما حكم حرماننا من ميراثنا الآن بعد مرور كل هذه السنوات؟، وكيف يمكننا التعامل مع هذه القضية في ضوء الشريعة الإسلامية؟".
وأشار أمين الفتوى، إلى أن حرمان الورثة من ميراثهم يُعتبر من الأمور المحرمة شرعاً وله عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة.
وأضاف وسام خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، أنه لا يمكن الجزم بأن الوالد كان يشعر بما سيحدث في المستقبل بناءً على تصريحاته الأخيرة قبل وفاته، فالأمور المتعلقة بالقدر وغيب المستقبل تبقى في علم الله وحده، وليس من الممكن للبشر أن يتنبأوا بتفاصيلها بشكل دقيق.
وأوضح أمين الفتوى أن الوالد قد يكون أشار إلى معاناته من تصرفات معينة أو مشكلات ورثية تسببت في الظلم، ولكن هذا لا يبرر أية أفعال غير شرعية تتعلق بالميراث بعد وفاته.
وحول الأوضاع التي تشير إلى أن بعض الأقارب قد يكونوا قد تناولوا أو منعوا حقوقاً من الورثة، وأن هذا يعد من الكبائر في الإسلام.
وتابع: "من حرم وارثاً من إرثه، فقد ارتكب معصية كبيرة، حيث ورد في الحديث النبوي الشريف أن من يفعل ذلك قد حُرِم الله عليه الجنة، وهذا يظهر مدى خطورة مثل هذه الأفعال على الفرد في الآخرة، والإسلام يحرم تحريماً شديداً تناول ميراث الآخرين أو حرمانهم من حقوقهم، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى هو من فرض تقسيم الميراث وحدد حصص كل وارث في القرآن الكريم، وجعل ذلك ملزماً لجميع المسلمين".
وأردف إن الإسلام اهتم بشكل خاص بحماية حقوق الضعفاء مثل النساء والأيتام، مؤكدا أن حرمان المرأة من ميراثها أو تفضيل الرجال عليها ليس من الإسلام في شيء، بل هو من الممارسات الجاهلية التي نهى عنها الدين.
وأوضح أن هذا النوع من التصرفات لا ينسجم مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحث على العدل والمساواة، مشددا على ضرورة الالتزام بتقسيم الميراث كما حددته الشريعة الإسلامية، وضرورة تصحيح أي أخطاء قد تحدث، بما يضمن تحقيق العدالة وحماية حقوق جميع الورثة.