"فيها حاجة حلوة".. فطار جماعي في أكبر شارع
الشرقية - إسلام عبدالخالق:
حين تُصادفك طيبات الناس في أفعالهم بين ثنايا الشوارع الداخلية في ربوع مصر تجد لسانك دومًا ما يُذكرك ولو داخليًا أن تلك البلد "فيها حاجة حلوة" وأن مصر التي تراها دائمًا ما تحظى بحب يألف قلوب أهلها ويجمعهم مهما اختلفت خلفياتهم العلمية أو الحياتية؛ وهو ما تجلت معانية وسط مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية في حفل إفطار جماعي بجهودٍ ذاتية.
"مجمع عبدالمقصود" واحدًا من المناطق القديمة في منطقة الأردنية وسط المدينة الأقدم في مصر، يُعرف بأنه مكان مفتوح يضم محال تجارية أغلبها مهنته ومجاله بيع الهواتف النقالة وكافة لوازمها من إكسسوارات وقطع غيار، بيد أن ما اشتهر به خلال السنوات الثلاث الأخيرة كان خيرًا لا يُحصى بدأ بفكرة وأخذ في التطور عامًا بعد عام.
يوم الخميس الأخير من شهر مايو من العام التاسعة عشر بعد الألفين الميلادية، الذي وافق اليوم الخامس والعشرين من شهر رمضان من العام الهجري الأربعين بعد الأربعمائة من الألف الثاني، كانت العاشر من رمضان تستعد لتحقيق حلمها الكبير بتنظيم مائدة إفطار ستكون هي الأكبر والأطول في تاريخ مصر وإفريقيا بطول ستة آلاف متر، بيد أن ما جرى شابه شوائب كثيرة حولت الحلم إلى كابوس وقتذاك وانتهت الأمور بإفطار أغلب الحاضرين على الرصيف، إلا أن فكرة تجمع الأهالي بجهود ذاتية ظلت محل أمل وطموح البعض، حتى جاء يوم الرابع عشر من أبريل من العام قبل الماضي، وتحول الأمل والحُلم إلى حقيقة مرتبة.
اليوم الثالث عشر من شهر رمضان من العام قبل الماضي كان بداية نجاح أهل المدينة مُمثلين في أصحاب المحال التجارية بمجمع "عبدالمقصود" في منطقة الأردنية وسط المدينة في الاتفاق والترتيب وتنفيذ فكرة تجمعهم وكل أهل الخير وأبناء المدينة ممن يريدون المشاركة ضيوفًا على مائدة إفطار جماعية بالجهود الذاتية من اصحاب المحلات.
الفكرة بدأت مقنعة وقوية ومرتبة نوعًا ما، وزادت درجات نجاحها في العام التالي، قبل أن تتبلور بصورة أكثر شمولًا لكل معاني الترابط وتلاحم الخير قبل ساعات في عامها الثالث على التوالي بحفل إفطار يُصنف بين الأفضل في تاريخ المدينة.
رصدت عدسة "مصراوي" تفاصيل وتجهيزات حفل الإفطار، وأكد بعض أصحاب المحال هناك - منهم محمد صلاح وخالد ابو عجيلة وعبدالرحمن العطار - على أن الهدف من الحفل الجماعي للإفطار هو تقوية أواصر الترابط والإنسانية، وهو ما أظهرته فعلًا وقولًا مائدة الإفطار الجماعية ونجحت فيه لتفتح المجال نحو موائد مماثلة يرتفع فيها الخير ليرفع أصحابه والمشاركين فيه عن أية خلافات.