-

يتوقعون الكارثة قبل وقوعها.. "عربان السخنة"

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

السويس - حسام الدين أحمد

يغطي جبل الجلالة البحرية، قطاع عرضي يمتد من منطقة السخنة إلى القطامية وحلوان غربًا، وطولي يصل إلى الزعفرانة جنوبًا، ما يجعل وديان الجبل من أكبر مناطق لتجمع مياه الأمطار في السويس، حيث يصل ارتفاع الجبل في بعض المناطق 800 متر عن سطح البحر، ويعطي الارتفاع مسافة كافية لدفع سيول تجرف ما تجده أمامها.

وللحد من الأضرار الناجمة عن السيول، لاسيما بعد الأمطار الخفيفة التي تعرضت لها منطقة خليج السويس، والتوقعات بموجات أمطار متلاحقة بدأت بالفعل من الساحل الشمالي الغربي، يحرص العربان أبناء القبائل المنتشرة في قطاعات أرضية بالسخنة على متابعة الوضع من مناطق مرتفعة بالجبل يرصدون ويراقبون حركة المياه وسرعة اندفاعها نزولا بين الوديان من الأعلى الوديان وسفح الجبل.

يقول الشيخ محمد خضير شيخ قبيلة العمارين المنتشرة بقطاعات أرضية بالسخنة إن الفطرة والخبرة المكتسبة يتمكن البدوي من تحديد الوقت المستغرق لامتلاء كل وادي بالمياه وموقع نزول السيل وقوته، فيحذرون أصحاب المشروعات الصناعية والقرى السياحية قبل وصول المياه إليهم بوقت كاف للتصرف.

وأوضح الشيخ محمد خضير أن بعض الوديان تحتفظ بقدر من المياه منذ الأمطار الأخيرة التي شهدتها السويس قبل أسبوعين، وأرجع ذلك الى طبيعة التربة الصخرية في الوديان والتي تحتفظ بالمياه عدة أشهر.

وأضاف شيخ قبيلة العمارين أن وديان "النعظ" والرشراش والأبيض وخافوري والوراق وهي من أكبر وديان الجلالة، تحتفظ بقدر من المياه، خاصة الوادي الأول الذي تصف فيه عدد أكبر من الوديان الصغيرة.

وكشف أن مساحة الوديان الكبيرة والممتدة تجعل المياه تتدفق إليها من أماكن خارج السويس فلا يستلزم الأمر سقوط أمطار في السخنة حتى مياه السيل مندفعة من الجبل، بحسب وصف شيخ العمارين.

وأشار إلى أن جبل الجلالة يحتضن عدة وديان وتربطها قنوات طبيعية تشكلت بمرور الزمن، لافتا إلى أن منسوب مياه خليج السويس، يعد أقل من وادي النيل وإقليم الدلتا، لذلك فإن تصريف المياه يكون في السخنة وليس في المناطق الأخرى غربا.

وأكد الشيخ خضير أن من المنتظر أن تشهد منطقة السخنة أمطار خلال الفترة المقبلة بحسب توقعات الأرصاد الجوية، لذلك حرص على التواصل مع مديري القرى السياحية والشركات وطالبهم بضرورة الاستعانة بمعدات كسح ولودر لسحب الروبة والحجارة التي تدفعها مياه السيل من الجبل أولا باول، مع الاستعداد وإخلاء الطريق أمام مياه السيل لا سيما عند وادي الدوم.