-

خطة ترامب لأوكرانيا و"مهمة السلام".. كيف أغضبت

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- محمد صفوت:

يبدو أن الاتحاد الأوروبي الذي وضعت لبنته الأولى في عام 1951، يعاني الكثير من الأزمات بين صعود اليمين المتطرف الذي جاهدت الدول الأعضاء لإبعاده عن المشهد طوال عقود، واحتمالية عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، والحرب في أوكرانيا، ولا سيما في ظل تولي المجر رئاسة التكتل الدورية.

وفي أقل من أسبوع، أثار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، غضب دول التكتل بعد زيارة روسيا والصين وتصريحاته بأنه في "مهمة سلام" أعقبها زيارة لواشنطن للمشاركة في قمة الناتو الـ 75، ولقاء المرشح الجمهوري ترامب.

غضب في أوروبا

موجة الدبلوماسية التي شرع فيها أوربان، أثارت غضب التكتل، الذي رد عليه بتصويت في البرلمان الأوروبي بإدانة اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث صوت 495 نائبًا لصالح الإدانة مقابل اعتراض 137 وامتناع 47 عضوًا، وجاء في الإدانة أن تصرفات أوربان تمثل انتهاكًا صارخًا لمعاهدات الاتحاد الأوروبي والسياسة الخارجية المشتركة، وأنه ليس لديه تفويض أوروبي لأي مفاوضات.

اليوم عقب إعادة انتخاب أورسولا فون دير لاين رئيسة للمفوضية الأوروبية،، أدانت زيارة أوربان لموسكو، واعتبرتها "مهمة استرضاء" ولم تكن مهمة سلام، مؤكدة أن أكثر من يريد السلام هو الشعب الأوكراني لكنه يسعى لسلام عادل ودائم لدولة حرة مستقلة.

وقالت فون دير لاين أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج بفرنسا، بعد إعادة انتخابها، إنه بعد يومين من زيارة أوربان، وجه بوتين صواريخه إلى مستشفى للأطفال بأوكرانيا، معتبرة أنها لم تكن الضربة الخطأ لكنها كانت رسالة مخيفة من الكرملين إلى أوروبا.

وكان المتحدث باسم المفوضية إريك مامير، أعلن عن مقاطعة الاجتماعات الوزارية غير الرسمية المستقبلية التي تعقد في المجر في إطار رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي حتى مطلع يناير المقبل.

وأعلنت المفوضية بأنه لن يتم تمثيلها بالمفوضين في هذه الاجتماعات وستكتفي بمشاركة كبار الموظفين، فضلاً عن قرار رئيستها عدم زيارة المجر خلال رئاسة الأخيرة للاتحاد الأوروبي.

رسالة أوربان لزعماء التكتل

المجر التي أثارت غضب أوروبا، كشف رئيس حكومتها في رسالة إلى زعماء التكتل أن ترامب لديه "خطط راسخة" لمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وأنه سيسعى فور توليه الرئاسة الأمريكية إلى إنهاء الحرب الأوكرانية.

الرسالة التي كشفت عنها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، دعا خلالها أوربان قادة الاتحاد الأوروبي، إلى التوقع أن هناك تحولاً في السياسة الأمريكية، عقب فوز ترامب، وأن عليه أن يقبل المفاوضات الفورية بين روسيا وأوكرانيا أو تحمل المزيد من المسؤولية عن تمويل دفاع أوكرانيا.

وعرف عن أوربان، تأييده القوي لروسيا، وكان من أكبر المنتقدين للعقوبات الغربية على روسيا والدعم العسكري لأوكرانيا، وطالب مرارًا وتكرارًا بوقف الحرب والبدء الفوري في محادثات سلام بين موسكو وكييف.

وألمح رئيس الوزراء المجري، إلى أنه من خلال مناقشته مع بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج، فإن الملاحظة العامة هي أن شدة الصراع العسكري في أوكرانيا سيتصاعد بشكل جذري.

وجاء في رسالته أن نسبة العبء المالي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ستتغير بشكل كبير نحو التكتل عندما يتعلق الأمر بدعم أوكرانيا.

في التكتل يخشى الكثيرون من أن يكون دعم المجر للتسوية السلمية في الوقت الذي تسيطر فيه روسيا على مساحات واسعة من أوكرانيا، بمثابة لعبة في أيدي الكرملين، وتقويض عزم حلفاء كييف على دعم وحدة أراضيها.

تشابه مع حلفاء ترامب

ويتوافق وصف أوربان لخطة ترامب للسلام في أوكرانيا مع ورقة سياسية حول الصراع كتبها اثنان من حلفاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يتولوا أدوارا رفيعة المستوى في مجال الأمن القومي في إدارته حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

واقترحت الخطة التي وضعها كيث كيلوج وفريد فليتز من معهد أمريكا للسياسة، أن تستمر الولايات المتحدة في تعزيز دفاعات أوكرانيا، لكن المساعدات العسكرية المستقبلية ستتطلب مشاركة كييف في محادثات السلام مع روسيا.

كما تتفق رسالة أوربان، مع تصريحات ترامب، التي أدلى بها لـ"تايم" البريطانية، في أبريل الماضي، التي أكد خلالها استمراره في مساعدة أوكرانيا، لكنه قال، إن على أوروبا أن تدفع نصيبها العادل لكييف، مؤكدًا أن أوروبا وليس الولايات المتحدة، هي التي ينبغي لها أن توسع حجم المساعدة لأوكرانيا.

وانتقد دي فانس المرشح لمنصب نائب ترامب (في حال وصوله إلى البيت الأبيض)، المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، ودعا إلى إجراء مفاوضات مع روسيا، ودعا إلى أن تتحمل أوروبا عبئا أكبر في دعم أوكرانيا .

أوروبا تقاطع قمة المجر

وفي 15 يوليو الجاري، كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن قادة الاتحاد الأوروبي يعتزمون مقاطعة قمة للشؤون الخارجية في بودابست التي من المقرر أن تعقد في نهاية أغسطس المقبل، وتمثل فرصة ذهبية لأوربان لتشكيل أجندة السياسة الخارجية للتكتل الأوروبي.

وذكرت المجلة الأمريكية، أن القادة الأوروبيين يدرسون مقاطعة القمة، لتجنب ما يعتقدون بأنه سيكون عرضًا دعائيًا لرئيس وزراء المجر، حيث تمت مناقشة الفكرة التي عرضها جوزيف بوريل الممثل الأعلى للشؤون السياسية الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، في العديد من دول التكتل..

تتمثل خطة بوريل، في الدعوة لاجتماع "رسمي" للشؤون الخارجية في نفس وقت قمة بودابست، لتجنب حضور قمة المجر، وفق لـ 3 دبلوماسيين أوروبيين.

وعلق أحد الدبلوماسيين للمجلة الأمريكية بالقول، إن الهدف من القمة التي سيدعوا إليها بوريل، إرسال رسالة واضحة مفادها أن المجر لا تتحدث باسم التكتل.