-

قصة أم أحمد: من هواية إلى مشروع ناجح

(اخر تعديل 2024-10-06 13:34:29 )
بواسطة

صباح جديد وبداية رحلة جديدة

في صباح مشمس يملؤه نسيم الهواء العليل وأصوات الطيور المغردة، تستيقظ امرأة في الأربعينيات من عمرها، لتبدأ يومها بأداء فرض ربها. تلك السيدة هي "أم أحمد"، التي استطاعت تحويل شغفها إلى مصدر رزق ثابت لعائلتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. بدلاً من الانجراف وراء الآلات الحديثة والمنتجات الصناعية، تمسكت بتقاليد الحرف اليدوية لتعيد إحياء فن صناعة الكنافة والرقاق، مقدمة للأهالي منتجات طبيعية ذات جودة عالية ومذاق لا يُنسى.
أمي مدبلج الحلقة 59

بداية الفكرة

تروي أم أحمد قصتها بقولها: "أنا شغالة بقالى 3 سنين"، مشيرة إلى أنها بدأت مشروعها في صناعة الكنافة والرقاق والأطعمة الفلاحية منذ عامين. كانت البداية عندما شجعتها إحدى صديقاتها على البدء في هذا المشروع نظرًا لتوفر مكان مناسب. وبالفعل، بدأت أم أحمد تتعلم كيفية إعداد الكنافة والرقاق من إحدى السيدات، حيث يكفي يوم واحد لتعلم تلك المهارات.

العمل الجاد والإصرار

لم تتردد أم أحمد في بناء فرنها البلدي بمساعدة زوجها النجار، بعدما عرضت المشروع على أسرتها، ولاقى استحسانهم. بدأت تشكل أنواع الكنافة المختلفة، بما في ذلك الكنافة الشعر والمحشية، مما نال إعجاب أهالي القرية. تقول بفخر: "الكل بقي عايز يجرب، خصوصًا أنني الوحيدة في القرية التي أعد هذا النوع من الطعام في الفرن البلدي، وجميع المكونات بالسمنة البلدي."

روتين يومي مليء بالعمل

يبدأ يوم أم أحمد في الصباح الباكر بعد أذان الفجر، حيث تستمر في العمل حتى انتهاء الطلبات المطلوبة. تقول: "الشغل يكون كثير خاصة بعد حصاد القمح، حيث يكون هناك إقبال كبير على الكنافة، خاصة في شهر رمضان، لكنني استمريت في العمل طوال السنة نظرًا لمذاق الفرن البلدي الذي لا يُنسى".

عائلة داعمة

أم أحمد هي أم لثلاثة أبناء: حنان المتزوجة، وأحمد الذي يدرس في كلية التربية الرياضية ويعمل أيضًا للمساهمة في نفقات الأسرة، ومحمد الذي يدرس في المرحلة الإعدادية. مؤخرًا، قامت بفتح فرن بلدي آخر، مما أتاح الفرصة لبعض النساء للعمل معها.

نجاح يتجاوز الحدود

تفتخر أم أحمد بأن أطعمتها وصلت إلى دول مثل السعودية والإمارات وتونس، حيث نالت إعجاب الكثيرين. تقول: "عندما يسافر أهل القرية إلى الخارج، يطلبون مني تحضير الطعام لهم، بالإضافة إلى الطلبات الأخرى من جميع أنحاء الجمهورية".

أحلام وآمال

تختتم أم أحمد حديثها بالتعبير عن أملها في زيارة المسجد النبوي، وتتمنى أن يُكتب لها الحج أو العمرة في المستقبل. إنها مثال حي على قوة الإرادة والتفاني، حيث حولت شغفها إلى عمل يُعيل أسرتها ويُسعد الكثيرين.