فاجنر وبوتين.. كيف تحول الحليف إلى متمرد؟
حققت مجموعة فاجنر العسكرية، عدة انتصارات لروسيا في حربها على أوكرانيا، خلال الفترة الماضية، ورغم أن المجموعة التي يقودها يفجيني بريجوجين، لم يكن يتردد في الأوساط الرسمية الروسية أنها تابعة لموسكو، إلا أن ذلك تغير مع الحرب في أوكرانيا.
لكن المجموعة الآن باتت تمثل كابوسا للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعدما قادت تمردا على القيادة العسكرية الروسية، وإعلانها السيطرة على مواقع عسكرية جنوب روسيا، ليتوعد بوتين، خلال خطاب له اليوم، بالرد الصارم والقاسي، لـ«من نظموا التمرد المسلح ورفعوا السلاح ضد الجيش وخانوا روسيا» مؤكدا على أن العقاب سينزل بكل من حمل السلاح صد الجيش الروسي، واصفا الأمر بـ«الخيانة والغدر».
لكن ما حدث في روسيا، له مقدمات تمتد لشهور، ظهر خلالها الخلاف بين فاجنر والجيش النظامي الروسي غير مرة، ما بين اتهامات بالتقصير، وبتعمد إحراج المجموعة، انتهاء باتهامات بقصف مواقع عسكرية تابعة لها، وهي أمور تنفيها القيادة العسكرية الروسية.
في فبراير الماضي، اتهم بريجوين، قائد فاجنر، وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان، بمحاولة تدمير المجموعة، وحرمان مقاتليه من الذخيرة والنقل الجوي. ثم في مارس الماضي، خرج الرجل مجددا للتصريح بأن قوات روسية أعاقت قوات جديدة انضمت لمجموعته من الوصول إلى تجمعاتهم العسكرية.
لكن الرجل الذي كان مقربا من الرئيس الروسي، خرج في نهاية أبريل الماضي، محذرا من نقص الذخيرة مع قواته، ملقيا اللوم على قيادة الجيش الروسي، قبل أن يهدد بعد ذلك، بسحب قواته من باخموت التي كانت محاصرة آنذاك، إذا لم يتلق مزيدا من الذخيرة والسلاح لمواصلة القتال. لكنه بعد ذلك أعلن استكمال القتال بعد وعود رسمية بإمداده بما يحتاج من سلاح.
وعادة ما يتهم قائد فاجنر القوات الرسمية، بالكذب وتضليل الرأي العام في روسيا، وفي غير مرة اشتكى من أداء وزير الدفاع الروسي، واتهامه بمحاولة عرقلة قواته من التقدم في أوكرانيا، في ظل خسائر فادحة في القوات النظامية، وهي أمور سبق لوزارة الدفاع الروسية أن نفتها في غير بيان.
في مطلع الشهر الجاري، صرح بريجوين بأن وزارة الدفاع الروسي، حاولت تفجير مقاتليه، بزرع ألغام، في طريق قواته إلى باخموت، معتبرا أن زراعة الألغام في تلك المنطقة لم تكن لتعيق أعداء روسيا، بقدر ما كانت ستؤثر على قواته، وهي تصريحات أظهرت مدى الخلافات بين قائد فاجنر والجيش النظامي، أو على الأقل خلافات بريجوين مع قادة الجيش الروسي.
تلت تلك التصريحات بأيام، تحركات روسية تخص تشكيلات المتطوعين، التي بات مطلوبا منها أن توقع على عقود بشكل مباشر مع وزارة الدفاع الروسية، وهو أمر اعتبره كثيرون موجها بشكل مباشر إلى قوات فاجنر، لكن يفجيني بريجوين الذي يقود تلك المجموعة أعلن في بيان أن قواته ستقاطع تلك العقود ولن توقع على أي شيء.
وفي الخميس الماضي، اتهم رئيس القوات شبة العسكرية، قيادة الجيش الروسي بالكذب وإخفاء الحقائق عن الرئيس الروسي، معتبرا أن ما تخبره قيادة الجيش للرئيس الروسي، محض هراء وأكاذيب، متحدثا عن خسائر ضخمة في صفوف روسيا في حربها مع أوكرانيا.
وخلال أمس، اتهم قائد فاجنر الجيش الروسي بقصف معسكرات لقواته في أوكرانيا، ما أسفر عن عدد كبير من القتلى، متوعدا بالانتقام لقواته، في حين نفت الدفاع الروسية تلك العملية التي زعمها بريجوين.
ثم كانت تحركات فاجنر، التي وصفها الرئيس الروسي بالخيانة، لكن بريجوين وصف حديث بوتين بالخاطئ، معتبرا أنه وقواته وطنيون ولن يستسلموا، بناء على طلب الرئيس أو أي أجهزة أمنية. وتقول تقارير إن لدى قائد فاجنر مطامع شخصية، فيما اعتبرت وزارة الدفاع البريطانية، أن روسيا تواجه أكبر تحد أمني لها، معتبرة أن الساعات المقبلة، ستوضح كثيرا من التفاصيل، حول ولاء قوات الأمن الروسية والحرس الوطني، الذي سيحدد مسار تلك الأزمة.